رسائل الشیخ بهاء الدین محمد الحسین بن الصمد الحارثی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسائل الشیخ بهاء الدین محمد الحسین بن الصمد الحارثی - نسخه متنی

بهاء الدین محمد بن الحسین بن عبد الصمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(385)

دليلا شرعيا و الثاني تحديده بحسب الوزن و قد اتفق الاصحاب
على انه ألف و مأتا رطل لمرسلة ابن ابى عمير عن بعض اصحابه بناء عن ابى عبد الله
عليه السلام قال الكر من الماء ألف و مأتا رطل و لكن اختلفوا في تفسير الرطل ففسره
الشيخان و اتباعهما بالعراقي و هو مأة و ثلاثون درهما لكون الراوي عراقيا فالظاهر
افتاؤه عليه السلام إياه بلغته و عادة بلده و أورد عليه أن اصحبانا منحصر به في
العراقيين و ان ابن ابى عمير الذي هو عراقي ليس راويا و انما روى عن بعض اصحابنا
عنه عليه السلام قال ان كان بعض اصحابنا كلام الراوي السابق على ابن ابى عمير فظاهر
على عدم دلالته على كون ذلك البعض عراقيا و ان كان كلام ابن ابى عمير فلا يدل عليه
ايضا لان صاحب الرجل اعم من أهل بلده بل المراد منه انما هو الموافق في المذهب على
ان الظاهر انهم عليهم السلام انما يفتون على اصطلاح بدهم و ربما ايد ذلك التفسير
بموافقته للاشبار و سيأتي
ما فيه نعم يمكن تأييده بصحيحة محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال
الكر ستمأة رطل بناء على حمل الستمأئة على الارطال المكية لان الرطل المكي ضعف
العراقي و كأنه عليه السلام افتى بذلك لاهل مكة و فسره الصدوق و السيد رضي الله
عنهما بالمدني و هو مأة و خمسة و تسعون درهما لما عرفت من ظهور كون فتواهم عليهم
السلام على اصطلاح بلدهم و احتج السيد عليه بالاحتياط و فيه ما عرفت و اعلم ان بين
التحديدين تفاضلا كثيرا لانه على التحديد بالارطال إذا حمل على العراقية يصير وزن
الكر ثمانية و ستين منا و ربع من بالمن الشاهي الجديد الذي وضع على ألف و مأتي
مثقال صيرفي و هي ألف و ستمأة مثقال شرعي بيان ذلك أن الرطل العراقي على المشهور
مأه و ثلثون درهما و قد ثبت أن عشرة دراهم على وزن سبعة مثاقيل شرعية و المثقال
الشرعي ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي فمجموع دراهم الارطال اعنى مأة و خمسين و ستة
آلاف يكون موازيا لمأة و تسعة آلاف و مأتي مثقال شرعي و لواحد و ثمانين آلاف و
تسعمأة مثقال صيرفي فإذا قسمت الاول على ألف و خمسأة عدد المثاقيل الشرعية للمن
الشاهي و الثاني على ألف و مائتين عدد المثاقيل الصيرفية له خرج ما ذكرناه و ان حملت على المدنية
يصيرون الكر مأة من و منين و ثلاثة أثمان من بالمن المذكور لان دراهم كل رطل من
أرطال الكر على هذا يكون موازيا لمأة و ستة و ثلثين مثقالا و نصف مثقال شرعي و لمأه
و اثنين و ثلاثة أثمان مثقال صيرفي فإذا حسبت مجموع دراهم الارطال على احد الوجهين
و قسمته على الوجه الاول على ألف و خمسمأة و على الوجه الثاني على ألف و مأتين بعدد
مثاقيل المن الشاهي يخرج ما ذكرنا و بوجه اخصر نسبته عدد المثاقيل الصيرفية للمن
الشاهي إلى المن كنسبة عدد أرطال الكر إلى الكر و العراقي من الارطال ثمانية و ستون
مثقالا و ربع مثقال صيرفي و المدنية مأة و اثنان و ثلاثة أثمان مثقال صيرفي فعلى
اعتبار الارطال العراقية يكون الكر ثمانية و ستين منا و ربع من و على اعتبار
المدنية منها يكون مأة من و منين و ثلاثه أثمان من و قد قال بعض المحققين ان الماء
الذي يكون شبرا في شبر بشبر أوساط الناس على وزن الفين و ثلثمأة و ثلاثة و أربعين
مثقالا صيرفيا و على هذا فعلى مذهب القميين يكون الكر ثلاثة و ستين الفا و مأتين و
ستين مثقالا صيرفيا و بالمن الشاهي اثنين و خمسين منا و نصف من و مأتين واحد و ستين
مثقالا صيرفيا على القول المشهور مأة ألف و أربعمأة و ثمانية


(386)

هذا هو الكتاب المسمى بالعروة الوثقى للامام العلامة و
الهمام الفهامة افضل المحققين و اعلم المدققين شيخنا بهاء الملة و الدين بسم الله
الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل على عبده كتابا الهيا يتفجر من بحاره أنهار
العلوم الحقيقية تفجيرا و خطابا سماويا تقتبس من أنواره أسرار الحكمة التي من
أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا و اقعد فرسان اللسان عن الجرى على اثره و اخر سهم عن
معارضة اقصر سورة من سوره فاذعنوا بالعجز عن الاتيان بما يكون لاية من آياته نظيرا
و أيقنوا انه لو اجتمعت الانس و الجن على ان يأتوا بمثله لا يأتون بمثله و لو كان
بعضهم لبعض ظهيرا و جعله برهانا باقيا ببقاء الايام و الشهور و تبيانا راقيا
بارتقاء الاعوام و الدهور لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و لا تطرق اليه
التغيير في ذاته و لا وصفه فارجع البصر هل ترى فيه من تفاوتا أو نكيرا ثم ارجع
البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسيرا و الصلوة على ارفع الرسل درجة لديه
و أقربهم منزلة اليه صدر صحيفة المظاهر الربانية و منبع رحيق الفيوض السبحانية الذي
أرسل بالهدى و دين الحق بشيرا و نذيرا و اصطفاه بالنبوة قبل ان يخمر طينة آدم تخميرا و آله مصابيح الاسلام و مفاتيح دار السلام أئمة الدين المبين و حجج
الله على العالمين الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و جعل مودتهم اجرا
لرسالة تنويها بشأنهم و تذكيرا و تبصرة لمن كان سميعا بصيرا اما بعد فان افقر
العباد إلى رحمة الله الغنى محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي وقفة للعمل في يومه
لغده قبل ان يخرج الامر من يده يقول ان أهم ما وجهت اليه الهمم و بيضت عليه اللمم و
اولى ما صرفت في مدارسه الاعمار و أحرى ما انقضت في ممارسته إناء الليل و النهار هو
العلوم الدينية التي بمداولتها يتحصل الفوز بأعظم السعادات و المفاخر و بمزاولتها
يتوصل إلى النجاة من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر و ان أعظمها قد رأوا أنوارها في
سماء الرفعة بدرا هو تفسير كلام الملك العلام الذي هو ملك تلك العلوم بغير كلام اذ
منه تفرعت أصولها و تنوعت فصولها و اجتنيت أثمارها و اجتليت أنوارها فلا قسم بالسبع
المثاني و القرآن العظيم انه أولى العلوم بوفور التوقير و التعظيم فطوبى لقوم و لو
أو جوههم شطر مطالبه و توجهوا تلقاء مدين مآربه فاولئك الذين نالوا من الله كرامة و


(387)

و توفيقا و انتظموا في سلك الذين أنعم الله من النبيين و
الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا و ان من أعظم نعم الله سبحانه على
و اتم مننه التي لم ترح متواصلة لدى انه لم أزل منذ بلغت العشرين إلى ان اكملت
الخمسين متطلبا لاستكشاف سره المكتوم مترقبا لارتشاف رحيقه المختوم فانفقت كنز
الشباب أسبابه واد و انه سيما العلميين الجليلين اللذين لهما به مزيد اعتلاق و
اختصاص و ليس للمتعطشين إلى دلاله عن التبحر فيهما من بد و لا مناص اعنى بهما علم
المعاني و علم البيان اللذين هما الذريعة لمن رام الاطلاع على جواهر أسرار القرآن و
لقد امتد فيهما كدي و نصبي حتى امتزج بهما لحمي و عصبي و بلغت منهما بتوفيق الله
اقصى مناى و لم اكن قانعا
بما يقنع به سواي و لما قضيت من مقدمات علم التفسير وطري و وجهت إلى الكتب المؤلفة
فيه بريد نظرى طفقت اواصل بين عشياتي و اسحارى في كل سطر منها شطرا من ليلي أو
نهارى انظم كل درة من دررها في سلك روحي واعد الضفر بفوائد غورها من أعظم فتوحي
معلقا على بعضها حواشى شريفة تذرى نفحاتها بنسمات الازهار و تحكي صفحاتها جنات من
تحتها الانهار كما علقته في عنفوان الشباب على تفسير الفاضل البيضاوي من حواش بارعة
تسلك بالطالبين طريقا قويما و تهدي الراغبين صراطا مستقيما و تلبد مماهجه المحشون
من العجاج من معارك انظارهم و تسكن ما اثاروه من عشير اللجاج في مدارك افكارهم و
كما رقمته على بعض مباحث الكشاف و مجمع البيان من فوائد حسان ابهى من أيام الشباب و اشهى من وصال الاحباب و
كان قد اجتمع إلى على تمادى الايام و تحصل لدى على و إلى الشهور و الاعوام فوائد
جليلة لم يجتمع إلى ألان في كتاب و لم يطلع عليها الا واحد من أولى الالباب و زوائد
جزيلة استنبطها بالعطر الكليل القاصر و الفكر العليل الخاسر لم يحم حولها ابناء
الزمان و لم يطمثهن انس قبلى و لا جان فأحببت ان اجمع نفايس تلك العرايس في تأليف
هذا الفن الشريف يخبر بالسر المخزون في زوايا كنوزه و يظهر درر المكنون من خفايا
رموزه يوصل طلاب أسراره إلى أقصاها و لا يغادر من جواهر صغيرة و لا كبيرة الا
أحصيها متضمنا خلاصة ما ورد في هذا العلم عن سيد المرسلين و نقاوة ما نقل ف يه عن الائمة الطاهرين عليه و عليهم افضل صلوات المصلين و مشتملا على صفوة ما وصل
إلينا عن الصحابة المرضيين و العلماء الماضين و السلف الصالحين رضوان الله عليهم
أجمعين و سميته بالعروة الوثقى و ارجو ان تكون وسيلة إلى ما هو خير و ابقى ثم التمس
منكم يا اصحاب الطباع القويمة و الاوضاع المستقيمة و الخواطر المجتمعة و الافكار
الغير المتوزعة أن تمنوا على بإصلاح الفساد و ترويج الكساد و اسيال ذيل المسامحة و
العفو على ما فيه من الخلل والهفو فان تحقيق غرر الحقايق يتعسر مع تزاحم افواج
العوائق و الغوص على درر الدقائق يتعذر عند تراكم امواج العلائق و من الله
الاستمداد و الاستعانة انه ولي التوفيق و الاعانة سورة فاتحة الكتاب السورة اما
مستعارة من سور المدنية لاحاطتها بما تضمنته من أصناف المعارف و الاحكام كاحاطة
السؤر بما يحتوى عليه أو مجاز مرسل من السورة بمعنى المرتبة العالية و المنزلة
الرفيعة اذ لكل واحدة من السورة

(388)

الكريمة مرتبة في الفضل عالية و منزلة في الشرف رفيعة أو
لانها توجب علو درجته تاليها و سمو منزلته عند الله سبحانه و قيل واوها مبدل من
الهمزة اخذا من السؤر بمعنى البقية و القطعة من الشيء و اختلفوا في رسمها عرفا فقيل
طائفة من القرآن مصدرة فيه بالبسملة أو برائة فاورد على طرده الآية الاولى من كل
سورة فزيد متصل آخرها فيه بإحديهما فاورد على عكسه سورة الناس فزيد عليه أو متصل
فيه بشيء منه فاستقام كذا قيل و لعله مع هذا عن الاستقامة بمعزل لورود بعض سوره
النمل اعنى أوائلها المتصلة بالبسملة آخرها و أواخرها المتصل بها أولها و قيل طائفة
من القرآن مترجمة بترجمة خاصة و نقض طرده بآية الكرسي ورد بان المراد بالترجمة
الاسم و تلك اضافة محضة لم تبلغ حد التسمية و أنت خبير بان القول ببلوغ سورتي
الاسرى و الكهف مثلا حد التسمية دون آية الكرسي لا يخلو من تعسف و الاولى ان يراد
بالترجمة ما يكتب في العنوان و منه ترجمة الكتاب فالمراد به هيهنا ما جرت العادة
برسمه في المصحف المجيد عند أول تلك الطائفة من لقبها و عدد آياتها و نسبتها إلى
احد الحرمين الشريفين فيسلم الطرد و ما يتراءى من فساد العكس لعدم صدق الرسم حينئذ
على شيء من السؤر قبل اعتياد رسم الامور المذكورة في المصاحف فمما لا يخفى وجه
التفصي عنه فان قلت قد ذهب جماعة من قدماء الامة إلى ان الضحى
و الم نشرح سورة واحدة و كذا الفيل و الايلاف و هو مذهب جماعة من فقهائنا رضوان
الله عليهم فقد انتقض طرد كل من هذين التعريفين بكل واحدة من تلك الاربع قلت هذا
القول و ان قال به جمع من السلف و الخلف الا ان الحق خلافه و استدلالهم بالارتباط
المعنوي بين كل و صاحبتها و بقول الاخفش و الزجاج ان الجار في قوله عز و جل لايلاف
قريش متعلق بقوله جل شأنه فجعلهم كعصف مأكول و بعدم الفصل بينهما في مصحف ابى بن
كعب ضعيف لوجود الارتباط بين كثير من السؤر التي لا خلاف بين الامة في تعددها فليكن
هذا من ذاك و كلام الأَخفشين لا ينهض حجة في أمثال هذه المطالب و تعلق الجار بقوله
تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي لا مانع عنه
و عدم الفصل في مصحف ابى لعله سهو منه على انه لا يصلح معارضا لسائر مصاحف الامة و
اما ما ذكره جماعة من مفسرى اصحابنا الامامية رضوان الله عليهم كشيخ الطائفة ابى
جعفر الطوسى في تفسيره المسمى بالتبيان و ثقة الاسلام ابى على الطبرسي في تفسيره
الموسوم بمجمع البيان من ورود الرواية بالوحدة عن أئمتنا عليهم السلام فهذه الرواية
لم نظفر بها و ما اطلعنا عليه من الروايات التي تضمنتها أصولنا لا تدل على الوحدة
بشيء من الدلالات بل لعل دلالة بعضها على التعدد أظهر و أقصى ما تستنبط منها جواز
الجمع بينهما في الركعة الواحدة و هو عن الدلالة على الوحدة بمراحل و ما تشرفنا
بمشاهدته في مشهد مولانا و امامنا ابي الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام من
المصاحف التي قد شاع و ذا ع في تلك الاقطار ان بعضها بخطه عليه السلام و بعضها بخط
آبائه الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين يؤيد ما قلناه من التعدد فان الفصل في تلك
المصاحف بين كل من تلك السؤر الاربع و صاحبتها على وتيرة الفصل بين البواقى و الله
أعلم بحقايق الامور

(389)

فصل فاتحة الشيء أول اجزائه كما ان خاتمته اخرها فهي في
الاصل اما مصدر بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب أو صفة و التاء فيها للنقل من
الوصفية إلى الاسمية كالذبيحة و قد تجعل للمبالغة كعلامة ثم ان اعتبرت اجزاء الكتاب
سور فالأَولوية هنا حقيقية و ان اعتبرت آيات أو كلمات مثلا فمجازية تسمية للكل بإسم
الجزء و اضافة السورة إلى الفاتحة من اضافة العام إلى الخاص كبلدة بغداد و اضافة
الفاتحة إلى الكتاب من اضافة الجزء إلى الكل كرأس زيد فهما لا ميتان و ربما جعلت
الثاينة بمعنى من التبعيضية تارة و البيانية اخرى و الاول و ان كان خلاف المشهور
بين جمهور النحاة الا انه لا يحوج إلى حمل الكتاب على المعنى الشايع المتبادر و
الثاني بالعكس ثم تسمية هذه السورة بهذا الاسم اما لكونها أول ال سور نزولا كما
عليه جمع غفير من المفسرين و اما لما نقل من كونها مفتتح الكتاب المثبت في اللوح
المحفوظ أو مفتتح القرآن المنزل جملة واحدة إلى سماء الدنيا أو لتصدير المصاحف بها على ما استقر عليه ترتيب السؤر
القرآنية و ان كان بخلاف الترتيب النزولي أو لافتتاح ما يقرء في الصلوة من القرآن
فهذه وجوه خمسة لتسميتها بفاتحة الكتاب و ربما يخدش الرابع منها بتقدم تلك التسمية
على هذا الترتيب لوقوعها في الحديث النبوي و وقوعه بعد عصر الرسالة و الخامس بان
المراد بالكتاب هنا الكل لا البعض و هي في الصلوة فاتحة البعض لا الكل على ان إطلاق
الكتاب على البعض من المستحدثات بعد هذه التسمية اذ هو اصطلاح أصولي و يمكن دفع
الخدشين اما الاول فبأن تلك التسمية لما كانت مأخوذة من الشارع فلعله سماها بذلك
لعلمه بتصدير الكتاب العزيز بها فيما بعد كما يقال من انها سميت بالسبع المثاني
بمكة قبل نزولها بالمدينة لعلمه سبحانه بانه سيثني نزولها بها على ان القول بان
ترتيب السؤر القرآنية على هذا النمط مما وقع بعد عصر الرسالة ليس امرا مجمعا عليه
بين الامة كيف و بعض السلف مصرون على ان ترتيب المصحف المجيد على ما هو عليه الا ان انما وقع في
عصره صلى الله عليه و آله طبق ما اقتضاه رأيه الاقدس و اما الثاني فيتطرق القدح إلى
بعض مقدماته و سيما حكاية الاستحداث كيف و تجويزهم كون السورة هى المشار اليه في
قوله عز و علا " ذلك الكتاب " شاهد صدق بخلافه على ان تسميته البعض بإسم الكل مجاز
شايع لا حجر فيه فلا مانع من ان يكون هذا منه فصل و من اسمائها ام القرآن وام
الكتاب لانها جامعة لاصول مقاصده و محتوية على رؤوس مطالبه و العرب قد يسمون ما
يجمع اشياء عديدة اما كما يسمون الجلدة الجامعة للدماغ و حواسه ام الرأس و اللواء
الذي مجتمع العسكر تحته اما و لانها كا القد لما فصل في القرآن المجيد فكانه نشاء و تولد منها بالتفصيل بعد الاجمال كما سميت مكة المشرفة
بام القرى لان الارض دحيت من تحتها و وجه اشتمال هذه السورة الكريمة على مقاصد
الكتاب العزيز اما ان تلك المقاصد راجعة إلى امرين هما الاصول الاعتقادية و الفروع
العملية أو هما معرفة عن الربوبية و ذل العبودية و اما انها يرجع إلى ثلاثة هى
تأدية حمده و شكره جل شأنه و التعبد بامره و نهيه و معرفة وعده و وعيده و اما إلى
أربعة هى وصفه سبحانه بصفات الكمال و القيام بما شرعه من وظائف


(390)

الاعمال و تبين درجات الفائزين بالنعم و الافضال و تذكر
دركات الهاوين في مهاوى الغضب و الضلال و اما إلى خمسة هى العلم بأحوال المبدء و
المعاد و لزوم جاده الاخلاص في العمل و الاعتقاد و التوسل اليه جل شأنه في طلب
الهداية إلى سبيل الحق و السداد و الرغبة في الاقتداء بالذين ربحت تجارته باعداد
الزاد ليوم التنادر و الرهبة في اقتفاء اثر الذين خسروا أنفسهم بترك الزاد و إهمال
الاستعداد و لا مرية في تضمين هذه السورة الكريمة جميع هذه المطالب العظيمة فصل و
من اسمائها السبع المثاني اذ هى سبع آيات اتفاقا و ليس في القرآن ما هو كذلك سواها
ان بعضهم عد التسمية آيه دون صراط الذين أنعمت عليهم و بعضهم عكس و اما لانها تثنى
في كل صلوة مفروضة و لا ترد صلوة الجنازة لانها صلوة مجازية عندنا و ما ذكره ثقة
الاسلام أبو علي الطبرسي طاب ثراه في مجمع البيان من انها يثنى قرائتها في كل صلوة
فرض و نفل مشكل بالوتر عندنا و لعله قدس سره لم يعتد بها لندرتها و فى كلام صاحب الكشاف لا نها تثنى في كل
ركعة و هو بظاهره صحيح و وجوه التكلف لتوجيهه مشهورة أجودها حمل الركعة على الصلوة
تسمية للكل بإسم الجزء و لا يرد عليه الوتر اذ ليست في مذهبه و لا صلوة الجنازة و
ان جعلت صلوة حقيقته لعدم إطلاقه الركعة عليها و اما ما ذكره صاحب تفسير الكبير من
انها تثنى في كل ركعة من الصلوة فعجيب و لك ان تجعل لفظة من في كلامه بيانية فيكون
غرضه الاشارة إلى توجيه كلام الكشاف لكنه لا يخلو من بعد و ليس من دأبه في ذلك
الكتاب الاقتصار على أمثال هذه الاشارات في أمثال هذه المقامات و انما ذلك دأب
البيضاوي و مشربه و بين المشربين بون بعيد و اما لانها تثنى نزولها فمرة بمكة حين
فرضت الصلوة و اخرى بالمدينة حين حولت القبلة و اما لاشتمال كل من آياتها السبع على
الثناء عليه جل شأنه اما تصريحا أو تلويحا و هو مبني على ما هو الصحيح من عد
التسمية
آية منها وعد صراط الذين أنعمت عليهم بعضا من السابعة و الا فتضمنها الثناء ظاهر و
اما لتكرر ما تضمنه من المقاصد فالثناء عليه سبحانه قد تكرر في جملتى البسملة و
الحمد له و تخصيصه عز و علا بالاقبال عنه وحده و الاعراض عما سواه قد تكرر في جملتي
العبادة و الاستعانة و طلب الهداية إلى الصراط المستقيم مكرر بصراط الذين أنعمت
عليهم كما ان سؤال البعد عن الطريق الغير القويم مكرر بذكر المغضوب عليهم و لا
الضالين فهذه وجوه خمسة في تسميتها بالسبع المثاني و من اسمائها سورة الحمد اما
لاشتمالها على لفظه كما هو ملحوظ في اسماء سائر السؤر أو لتضمنها هى أو كل من
آياتها معناه على ما قلناه قبيل هذا فصل هذه الاسماء الخمسة هى أشهر اسماء
هذه السورة الكريمة و لها اسماء اخرى متفاوتة في الشهرة أكثرها مستنبط من الحديث
فتسمى سورة الكنز لما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال نزلت فاتحة الكتاب
بمكة من كنز تحت العرش والوا فية لانها لا تبعض في الصلوة بخلاف باقى السؤر عند
كثير من الامة و الكافية لانها يكفى في الصلوة عن غيرها من السؤر عند أكثر الامة و
لا يكفى عنها غيرها أو لانه يترتب عليها ما يترتب على غيرها البركة و الفضل و كثير
من الآثار من دون عكس و ما روى عن النبي صلى الله عليه و آله انه قال ام القرآن عوض
عن غيرها و ليس غيرها عوضا عنها يحتمل الوجهين

(391)

و تسمى الشفاء و الشافية لما روى عنه صلى الله عليه و آله
فاتحة الكتاب شفاء من كل داء و الاساس لما مر في تسميتها بالفاتحة لقول ابن عباس
رحمه الله ان لكل شيء أساسا إلى ان قال و أساس القرآن الفاتحة و تسمى تعليم المسألة
لانه سبحانه علم فيها عبادة أداب السوأل من الثناء على المسئول منه أولا ثم الاخلاص
في التوجه اليه و الاعراض عما سواه ثم عرض الحاجة عليه و تسمى سورة الصلوة و الصلوة
ايضا لوجوب قرائتها فيها و لما روى عن النبي صلى الله عليه و آله انه قال قال الله
عز و جل قسمت الصلوة بيني و بين عبدي نصفين و المراد بها الفاتحة كما يظهر من تتمة
الحديث و قد اختلفوا انها مكية أو مدنية و الاول هو المروي عن ابن عباس رضي الله
عنهما و قد يستدل عليه بقوله عز و علا في سورة الحجر " و لقد اتيناك سبعا من
المثاني " و هي مكية بنص جماعة من السلف اما ما روى من ان السبع المثاني هي السبع
الطوال فلا ينهض لمعارضته الروايات الدالة على انها الفاتحة لكن التعبير عن
المستقبل المتحقق الوقوع بالماضي شايع في القرآن المجيد فالأَولى الاستدلال بما شاع
و ذا ع من ان الصلوة فرضت بمكة و لم ينقل إلينا صلوة خالية عن الفاتحة مع توفر
الداعي إلى نقل أمثال ذلك و القول بانها مدنية منسوب إلى مجاهد و هو متروك و قيل
انها مكية مدنية لنزولها في كل من الحرمين الشريفين كما مر و قد يزيف بان النزول
ليس الا الظهور من عالم الغيب إلى عالم الشهادة و هذا مما لا يقبل التكرر و دفعه
ظاهر على من عرف حقيقة الوحي و الله سبحانه أعلم بحقايق الامور بسم الله الرحمن
الرحيم اطبق الامة على انها بعض آية من القرآن و لكن طال تشاجرهم في شأنها أوائل
السؤر الكريمة المصدرة بها في المصاحف المجيدة هل هى هناك جزء من كل واحدة من ترك
السؤر سواء الفاتحة و غيرها أو انها جزء من الفاتحة وحدها لا أو انها ليست جزء من
شيء منها بل هى آية قده من القرآن أنزلت للفصل بها بين السؤر أو انها لم ينزل الا
بعض آية في سورة النمل و ليست جزء من غيرها و انما يأتى بها التالي و الكاتب في
أوائل السؤر تبركا و تيمنا باسمه جل و علا أو انها آيات من القرآن أنزلت بعدد السؤر
المصدرة بها من ان يكون شيء منها جزء لشيء منها و القول الاول هو مذهب اصحابنا رضى
الله عنهم و قد وردت به الروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام و عليه فقهاء مكة
و الكوفة و قرأءهما سوى حمزة و وافقهم سعيد بن جبير و الزهري و ابن المبارك و قالون
من قراء المدينة و به قال أكثر الشافعية و القول الثاني هو المختار عند بعض
الشافعية و القول الثالث هو الراجح عند متأخري فقهاء الحنفية و ان كان المشهور بين
قدمائهم هو القول الرابع و هو الذي قال به قرأ البصرة و الشام و المدينة الا قالون
و عليه فقهاء هذه الامصار كمالك و الاوزاعى و وافقهم حمزة من قرأ الكوفة و قال بعض
المتأخرين انه ابا حنيفة لم ينص في البسملة بشيء لكن لما كان كوفيا و قد نص
الكوفيين على جزئيتها دونه ظن انها ليست من السورة عنده و لا يخفى ان عدم نصه فيها
لا يدل على ما ظن بشيء من الدلالات لاحتمال توقفه في امرها و اما القول الخامس فقد
نسبه صاحب النشر الى احمد و داود فلا عبرة بما قيل انه مجرد احتمال لم يقل به احد
لنا ما روى عن ام سلمة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه و آله انه قرء سورة
الفاتحة وعد بسم الله الرحمن الرحيم " الحمد لله رب العالمين "




/ 60