رسائل الشیخ بهاء الدین محمد الحسین بن الصمد الحارثی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسائل الشیخ بهاء الدین محمد الحسین بن الصمد الحارثی - نسخه متنی

بهاء الدین محمد بن الحسین بن عبد الصمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(273)

بكونه فاسد المذهب تعويلا على ما رواه الكشي عن على بن الحسن
بإبن فضال انه كان من الناووسية مع ان ابن فضال فطحى لا يقبل جرحه لمثل ابان بن
عثمان و لعل العلامة طاب ثراه استفاد فساد مذهبه من هذه الرواية و ان كان كلامه
ظاهرا فيما ذكرناه و قد اشتهر انه إذا تعارض الجرح و التعديل قدم الجرح و هذا كلام
مجمل محمول على إطلاقه كما قد يظن بل لهم فيه تفصيل مشهور و هو ان التعارض بينهما
على نوعين الاول ما يمكن الجمع فيه بين كلامي المعدل و الجارح كقول المفيد قدس الله
روحه في محمد بن سنان انه ثقة و قول الشيخ طاب ثراه انه ضعيف فالجرح مقدم لجواز
إطلاع الشيخ على ما لم يطلع عليه المفيد الثاني ما لم يمكن الجمع بينهما كقول
الجارح انه قتل فلانا في أول الشهر و قول المعدل انى رأيته في آخره حيا و قد وقع
مثله في كتب الجرح و التعديل كثيرا كقول ابن الغضائري في داود الرقى انه كان فاسد
المذهب لا يلتفت اليه و قول غيره انه كان ثقة قال فيه الصادق ( ع )
أنزلوه منى منزلة المقداد من رسول الله ( ص ) فهيهنا لا يصح
إطلاق القول بتقديم الجرح على التعديل بل يجب الترجيح بكثرة العدد و شدة الورع و
الضبط و زيادة التفتيش عن أحوال الرواة إلى ذلك من المرجحات هذا ما ذكره علماء
الاصول منا و من المخالفين و ظني ان إطلاق القول بتقديم الجرح في النوع الاول جيد و
لو قيل فيه ايضا بالترجيح ببعض تلك الامور لكان أولى و قد فعله العلامة في الخلاصة
في مواضع كما في ترجمة إبراهيم بن سلميان حيث رجح تعديل الشيخ و النجاشى له على جرح
ابن الغضائري و كذلك ؟ إسمعيل بن مهران و غيره لكن ما قرره طاب ثراه في نهاية
الاصول يخالف فعله هذا حيث لم يعتبر الترجيح بزيادة ؟ العدد في النوع الاول من
التعارض معللا بان سبب تقديم الجارح فيه جواز إطلاعة على ما لم يطلع عليه المعدل و
هو لا ينتفى بكثرة العدد و لا يخفى ان تعليله هذا يعطى عدم اعتباره في هذا النوع
الترجيح بشيء من الامور المذكورة و للبحث فيه مجال كما لا يخفى تبصرة المعتبر حال الراوي وقت
حال الاداء لا وقت التحمل فلو تحمل الحديث طفلا أو امامى أو فاسقا ثم اداه في وقت
يظن انه كان مستجمعا فيه الشرائط القبول قبل و لو ثبت انه كان في وقت امامى أو
فاسقا ثم تاب و لم يعلم ان الرواية عنه هل وقعت قبل التوبة أو بعدها لم تقبل حتى
يظهر لنا وقوعها بعد التوبة فان قلت ان كثيرا من الرواة كعلى بن اسباط و الحسين بن
بشار و غيرهما كانوا أولا من الامامية ثم تابوا و رجعوا إلى الحق و الاصحاب يعتمدون
على حديثهم و يثقون بهم من فرق بينهم و بين ثقات الامامية الذين لم يزالوا على الحق
مع ان تاريخ الرواية عنهم مضبوط ليلعم انه هل كان بعد الرجوع أو قبله بل بعض الرواة
ماتوا على مذاهبهم الفاسدة من الوقف و كانوا شديدي التصلب فيه و لم ينقل رجوعهم إلى
الحق في وقت من الاوقات أصلا و الاصحاب يعتمدون عليهم و يقبلون أحاديثهم كما قبلوا
حديث على بن محمد بن رياح و قالوا انه صحيح الرواية ثبت معتمد على ما يرويه و كما
قيل المحقق في المعتبر رواية على بن ابى حمزة عن الصادق عليه السلم معللا بان ذلك
تغييره انما كان في زمن الكاظم ( ع ) فلا يقدح فيما قبله و كما حكم العلامة في
المنتهى بصحة حديث اسحق بن جرير و هؤلاء الثلثة من رؤساء الوقفية قلت المستفاد من
تصفح كتب علمائنا المؤلفة في السير و الجرح و التعديل ان اصحابنا


(274)

الامامية رضى الله عنهم كان اجتنابهم عن مخالطة من كان من
الشيعة على الحق أولا ثم أنكر امامة بعض الائمة عليهم السلم في اقصى المراتب و
كانوا يحترزون عن مجالستهم و التكلم معهم فضلا عن اخذ الحديث عنهم بل كان تظاهرهم
لهم بالعداوة اشد من تظاهرهم بها للعامة فانهم كانوا يتاقون العامة و يجالسونهم و
ينقلون عنهم و يظهرون لهم انهم منهم خوفا من شوكتهم لان حكام الضلال منهم و اما
هؤلاء المخذولون فلم يكن لاصحابنا الامامية ضرورة داعية إلى ان يسلكوا معهم على ذلك
المنوال و سيما الواقفيه فان الامامية كانوا في غاية ألاجتناب لهم و التباعد منهم
حتى انهم كانوا يسمونهم بالممطورة اى الكلاب التي اصابها المطر و ائمتنا عليهم
السلام لم يزالوا ينهون شيعتهم عن مخالطتهم و مجالستهم و يأمرونهم بالدعاء عليهم في
الصلوة و يقولون انهم كفار مشركون زنادقة و انهم شر من النواصب و ان من خالطهم و
جالسهم فهو منهم و كتب اصحابنا مملوة بذلك كما يظهر لمن تصفح كتاب الكشي و غيره
فإذا قبل علماؤنا و سيما المتأخرون منهم رواية رواها رجل من ثقات اصحابنا عن احد
هؤلاء و عولوا عليها و قالوا بصحتها مع علمهم بحاله فقبولهم لها و قولهم بصحتها لابد من ابتنائه على وجه صحيح لا يتطرق به القدح إليهم و لا
إلى ذلك الرجل الثقة الراوي عمن هذا حاله كان يكون سماعه منه قبل عدوله عن الحق و
قوله بالوقف أو بعد توبته و رجوعه إلى الحق أو ان النقل انما وقع من اصله الذي الفه
و اشتهر عنه قبل الوقف أو من كتابه الذي الفه بعد الوقف و لكنه اخذ ذلك الكتاب عن
شيوخ اصحابنا الذين عليهم الاعتماد ككتب على بن الحسن الطاطري فانه و ان كان من اشد
الواقفية عنادا للامامية الا ان الشيخ شهد له في الفهرست بانه روى كتبه عن الرجال
الموثوق بهم و بروايتهم إلى ذلك من المحامل الصحيحة و الظاهر ان قبول المحقق طاب
ثراه رواية على بن ابى حمزة مع شدة تعصبه في مذهبه الفاسد مبنى على ما هو الظاهر من
كونها منقولة من اصله و تعليله رحمه الله يشعر بذلك فان الرجل من اصحاب الاصول و
كذا قول العلامة بصحة رواية اسحق بن جرير عن الصادق ع فانه ثقة من اصحاب الاصول ايضا و تأليف أمثال هؤلاء أصولهم كان قبل الوقف لانه وقع في زمن الصادق ع فقد
بلغنا عن مشايخنا قدس الله أرواحهم انه كان من داب اصحاب الاصول انهم إذا سمعوا من
احد الائمة عليهم السلم حديثا بادروا إلى إثباته في أصولهم لئلا يعرض لهم نسيان
لبعضه أو كله بتمادى الايام و توالي الشهور و الاعوام و الله أعلم بحقايق الامور
تبصرة داب ثقة الاسلام رحمه الله في كتاب الكافى ان يأتى في كل حديث بجميع سلسلة
السند بينه و بين المعصوم عليه السلم و لا يحذف
من أول السند احدا ثم انه كثيرا ما يذكر في صدر السند محمد بن إسمعيل عن الفضل بن
شاذان و هو يقتضى كون الرواية عنه بغير واسطة فربما ظن بعضهم ان المراد به الثقة
الجليل محمد بن اسماعيل بن بزيع و ايدوا ذلك بما يعطيه كلام الشيخ تقى الدين حسن بن
داود رحمه الله حيث قال في كتابه إذا وردت رواية عن محمد بن يعقوب عن محمد بن
إسمعيل ففى صحتها قولان فان في لقائه له اشكالا فتقف الرواية لجهالة الواسطة بينهما
و ان كانا مرضيين معظمين انتهى و الظاهر ان ظن كونه ابن بزيع من الظنون الواهية و
يدل على ذلك وجوه الاول ان ابن بزيع من اصحاب ابى الحسن الرضا عليه السلم و أبى
جعفر الجواد عليه السلم و قد ادرك عصر الكاظم ع و روى عنه كما ذكره علماء الرجال


(275)

فبقاؤه إلى زمن الكليني مستبعد جدا الثاني ان قول علماء
الرجال ان محمد بن اسماعيل بن بزيع ادرك ابا جعفر الثاني عليه السلام يعطى انه لم
يدرك من بعده عليه السلم من الائمة صلوات الله عليهم فان مثل هذه العبارة انما
يذكرونها في آخر امام أدركه الراوي كما لا يخفى على من له انس بكلامهم الثالث انه
رحمه الله لو بقي إلى زمن الكليني نور الله مرقده لكان قد عاصر ستة من الائمة عليهم
السلم و هذه مزية عظيمة لم يظفر بها احد من اصحابهم صلوات الله عليهم فكان ينبغى
لعلماء الرجال ذكرها وعدها من جملة مزاياه رضى الله عنه و حيث ان احدا منهم لم يذكر
ذلك مع انه مما تتوفر الدواعي على نقله علم انه واقع الرابع ان محمد بن اسماعيل
الذي يروى عنه الكليني بغير واسطة يروى عن الفضل بن شاذان و ابن بزيع كان من مشايخ
الفضل بن شاذان كما ذكره الكشي حيث قال ان الفضل بن شاذان كان يروى عن جماعة وعد
منهم محمد بن إسمعيل بن بزيع الخامس ما اشتهر على الالسنة من ان وفاة ابن بزيع كانت في حيوة الجواد عليه السلام السادس
انا استقرينا جميع أحاديث الكليني المروية عن محمد بن اسماعيل فوجدناه كلما قيده
بإبن بزيع فانما يذكره في أواسط السند و يروى عنه بواسطتين هكذا محمد بن يحيى عن
احمد بن محمد عن محمد بن إسمعيل بن بزيع و اما محمد بن اسماعيل الذي يذكره في أول
السند فلم نظفر بعد الاستقراء الكامل و التتبع التام بتقييده مرة من المرات بإبن
بزيع أصلا و يبعد ان يكون هذا من الاتفاقيات المطردة السابع ان ابن بزيع من اصحاب
الائمة الثلثة اعنى الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السلم فيجمع منهم سلام الله
عليهم أحاديث متكثرة بالمشافهة فلولقيه الكليني لكان ينقل عنه شيئا من تلك الاحاديث
التي نقلها
عنهم سلام الله عليهم بغير واسطة لتكون الواسطة بينه و بين كل امام من الائمة
الثلثة عليهم السلم واحد فان قلة الوسائط شيء مطلوب و شدة اهتمام المحدثين بعلو
الاسناد امر معلوم و محمد بن إسمعيل الذي يذكره في أوائل السند ليس له رواية عن احد
المعصومين سلام الله عليهم بودن واسطة أصلا بل جميع رواياته عنهم عليهم السلام انما
هى بوسائط عديدة فان قلت للمناقشة في هذه الوجوه مجال واسع كما يناقش في الاول بان
لقاء الكليني من لقى الكاظم عليه السلم مستنكر لان وفاته عليه السلم سنة ثلث و
ثمانين و مائة و وفات الكليني سنة ثمان و عشرين و ثلثمأة و بين الوفاتين مأة و خمس
و أربعون سنة فغاية ما يلزم تعمير ابن بزيع إلى قريب ماة سنة و هو مستبعد و فى الثاني نمنع كون تلك العبارة نصا في ذلك فلو سلم فلعل المراد بالادراك
الرواية لا إدراك الزمان فقط و فى الثالث بان المزية العظمى رؤية الائمة عليهم
السلم و الرواية عنهم بلا واسطة لا مجرد المعاصرة لهم من دون رؤية و لا رواية فيجوز
أن يكون ابن بزيع عاصر باقى الائمة عليهم السلم لكنه لم يرهم قلت أكثر هذه الوجوه و
إن أمكنت المناقشة فيه بانفراده لكن الانصاف انه يحصل من مجموعها ظن غالب يتاخم
العلم بان الرجل المتنازع فيه ليس هو ابن بزيع و ليس الظن الحاصل منها أدون من سائر
الظنون المعول عليها في علم الرجال كما لا يخفى على من خاض في ذلك الفن و مارسه و
الله أعلم إذا تقرر ذلك فنقول الذي وصل إلينا بعد التتبع التام ان اثنى عشر رجلا من
الرواة مشتركون في التسمية بمحمد بن إسمعيل سوى محمد بن اسماعيل بن


(276)

بزيع و هم محمد بن اسماعيل ابن ميمون الزعفراني و محمد بن
إسمعيل بن احمد البرمكي الرازي صاحب الصومعة و محمد بن اسماعيل بن خيثم الكناني و
محمد بن إسمعيل الجعفري و محمد بن إسمعيل السلحى و قد يقال البلخى و محمد بن
اسماعيل الصيمري العمي و محمد بن اسماعيل البندقى النيسابوري و محمد بن إسمعيل بن
رجبا الزبيدي الكوفي و محمد بن إسمعيل بن عبد الرحمن الجعفي و محمد بن اسماعيل
المخزومي المدني و محمد بن اسماعيل الهمداني و محمد بن اسماعيل بن سعيد البجلى اما
محمد بن اسماعيل بن بزيع فقد عرفت الكلام فيه و أما من عدا الزعفراني و البرمكى من
العشرة الباقين فلم يوثق احد من علماء الرجال أحدا منهم فإنهم لم يذكروا من حال
الكناني و الجعفرى الا ان لكل منهما كتابا و لا من حال الصيرمى و البلخى الا انهما
من أصحاب ابى الحسن الثالث عليه السلم و لا من حال البندقى الا انه نقل حكاية عن
الفضل بن شاذان و لا من حال الزبيدي و الجعفى و المخزومى و الهمداني و البجلى الا انهم من اصحاب
الصادق عليه السلم و بقاء أحدهم إلى عصر الكليني أبعد من بقاء ابن بزيع و قد حكم
متأخروا علمائنا قدس الله أرواحهم بتصحيح ما يرويه الكليني عن محمد بن إسمعيل الذي
فيه النزاع و حكمهم هذا قرينة قوية على انه ليس احدا من أولئك الذين لم يوثقهم احد
من علماء الرجال فبقى الامر دائرا بين الزعفراني و البرمكى فانهما ثقتان من اصحابنا
لكن الزعفراني ممن لقى اصحاب الصادق عليه السلم كما نص عليه النجاشي فبيعد بقاؤه
إلى عصر الكليني فيقوى الظن في جانب البرمكي فانه مع كونه رازيا كالكليني فزمانه في
غاية القرب من زمانه لان النجاشي يرويه عن الكليني بواسطتين و عن محمد بن إسمعيل
البرمكي بثلاث وسائط و الصدوق يروى عن الكليني بواسطة واحدة و عن البرمكي بواسطتين
و الكشي حيث انه معاصر للكليني يروى عن البرمكي بواسط و بدونها و أيضا فمحمد بن
جعفر الاسدى المعروف بمحمد بن ابى عبد الله الذي كان معاصرا للبرمكى توفى
قبل وفاة الكليني تقريب من ست عشرة سنة فلم تبق مزية في قرب زمان الكليني من زمان
البرمكي جدا و اما روايته عنه في بعض الاوقات بتوسط الاسدى فغير قادح في المعاصرة
فان الرواية عن الشيخ تارة بواسطة و اخرى بدونها امر شايع متعارف لا غرابه فيه و
الله أعلم بحقايق الامور تبيين قد يدخل في أسانيد بعض الاحاديث من ليس له ذكر في
كتب الجرح و التعديل بمدح و لا قدح ان أعاظم علمائنا المتقدمين قدس الله أرواحهم قد
اعتنوا بشأنه و أكثروا الرواية عنه و أعيان مشايخنا المتأخرين طاب ثراهم قد حكموا
بصحة روايات هو في سندها و الظاهر ان هذا القدر كاف في حصول الظن بعدالته و ذلك مثل احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد فان المذكور في كتب
الرجال توثيق ابيه رحمه الله و اما هو فغير مذكور بجرح و لا تعديل و هو من مشايخ
المفيد رحمه الله و الواسطة بينه و بين ابيه رحمه الله و الرواية عنه كثيرة و مثل
احمد بن محمد بن يحيى العطار فان الصدوق يروى عنه كثيرا و هو من مشايخه و الواسطة
بينه و بين سعد بن عبد الله و مثل الحسين بن الحسن بن ابان فان الرواية عنه كثيرة و
هو من مشايخ محمد بن الحسن بن الوليد و الواسطة بينه و بين الحسين بن سعيد و الشيخ
عده في كتاب الرجال تارة في اصحاب العسكري عليه السلام و تارة فيمن لم يرو و ينص
عليه بشيء و لم نقف على توثيقه الا في بابه في ترجمة محمد بن أورمه و الحق ان عبارة
الشيخ هناك ليست صريحة في توثيقه كما لا يخفى على المتأمل و مثل ابى الحسين على بن
ابى جيد فان

(277)

الشيخ رحمه الله يكثر الرواية عنه سيما في الاستبصار و سنده
اعلى من سند المفيد لانه يروى عن محمد بن الحسن بن الوليد بغير واسطة و هو من مشايخ
النجاشي ايضا فهؤلاء و أمثالهم من مشايخ الاصحاب لنا ظن بحسن حالهم و عدالتهم و قد
عددت حديثهم في الحبل المتين و في هذا الكتاب و الصحيح جريا على منوال مشايخنا
المتأخرين و نرجوا من الله سبحانه ان يكون عتقادنا فيهم مطابقا للواقع و هو ولي
الاعانة و التوفيق و اعلم انه قد يعبر عن بعض الرواة بإسم مشترك يوجب الالتباس على
بعض الناس و لكن كثرة الممارسة تكشف في الاغلب عن حقيقة الحال فمن ذلك العباس الذي
يروى عنه محمد بن على بن محبوب فانه كثيرا ما يقع مطلقا مقرون بفصل مميز و لكنه ابن
معروف الثقة القمي و من ذلك حماد الذي يروى عنه الحسين بن سعيد فانه ابن عيسى الثقة
الجهنى و من ذلك العلاء الذي يروى عن محمد بن مسلم و قد يقال العلا عن محمد من
تقييد بإبن مسلم و المراد به ابن رزين الثقة و محمد الذي يروى عنه هو ابن مسلم و من
ذلك احمد بن محمد فانه مشترك بين جماعة يزيدون على الثلاثين و لكن أكثرهم إطلاقا و
تكرر ا في الاسانيد أربعة ثقات ابن الوليد الفتى و ابن عيسى الاشعرى و ابن خالد البرقى و
ابن ابى نصر البزنطى فالأَول يذكر في أوائل السند و الاوسطان في أ واسطه و الاخير
في أواخره و أكثر ما يقع الاشتباه بين الاوسطين و لكن حيث انهما معا ثقتان لم يكن
في البحث عن تعيينه فائدة يعتد بها و اما البواقى فاغلب ما يذكرون مع قيد مميز و
النظر فيمن روى عنهم و رووا عنه ربما يعين الممارس على استكشاف الحال و من ذلك ابن
سنان فانه يذكر كثيرا من فصل مميز يعلم به انه عبد الله الثقة أو محمد الضعيف و
يمكن استعلام كونه عبد الله بوجوه منها ان يروى عن الصادق عليه بغير واسطة فان
محمدا انما يروى عنه ( ع ) بواسطة و منها ان يروى عن الصادق عليه السلم بتوسط عمربن
يزيد أو ابى حمزة أو حفص الاعور فان محمدا لا يروى عنه عليه السلم بتوسط احد من
هؤلاء و منها ان ابن سنان الذي يروى عنه النضر بن سويد أو عبد الله بن المغيرة أو
عبد الله الرحمان
بن ابى نجران او احمد بن محمد بن ابى نصرا و فضالة أو عبد الله
بن جبلة فهو عبد الله لا محمد و ابن سنان الذي يروى عنه أيوب بن نوح أو موسى بن
القاسم أو احمد بن محمد بن عيسى أو على بن الحكم فهو محمد لا عبد الله و كثرة تتبع
الاسانيد و ممارستها تعين على رفع الاشتباه في كثير من المواضع و اعلم انه قد يختلف
كلام علماء الرجال في ترجمة الرجل الواحد فيظن سبب ذلك اشتراكه و قد وقع ذلك جماعة
منهم ابن داود ره في واحد كمحمد بن الحسن الصفار و غيره بل منهم العلامة قدس الله
روحه في على بن الحكم و غيره و قد يكون الرجل متعددا فيظن انه واحد كما وقع له طاب
ثراه في اسحق بن عمار فانه مشترك بين اثنين أحدهما من اصحابنا و الاخر فطحى كما
يظهر على المتأمل فلا بد من إمعان النظر في ذلك و الله ولي التوفيق و قد يلتبس
توثيق الرجل بتوثيق غيره كما وقع له ايضا طاب ثراه في ترجمة حمزة بن بزيع حيث وصفه
في الخلاصة بانه من صاحلى هذه الطائفة و ثقاتهم كثير العمل نظرا إلى ما يوهمه كلام
النجاشي و الحال ان هذه الاوصاف في كلام النجاشي أوصاف محمد بن اسماعيل بن بزيع لا
أوصاف عمه حمزة كما ذكرناه في حواشينا على الخلاصة و قد اشتبه توثيق الابن بتوثيق
الاب و بالعكس لاجمال في العبارة كعبارة النجاشي في ترجمة الحسن بن على بن النعمان
و لذلك عد بعد اصحابنا كالعلامة في المنتهى و المختلف حديثه في الحسان اقتصارا على
المتيقن و بعضهم عده في الصحاح لندرة توثيق الرجل في بابه و الله ولي التوفيق خاتمة


(278)

قد سلك كل من مشايخنا المحمدين الثلثة قدس الله أرواحهم في
كتابه في ذكره مسلكا لم يسكله الاخر اما ثقة الاسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب
الكليني طاب ثراه فانه ملتزم في كتاب الكافى ان يذكر في كل حديث جميع سلسلة السند
بينه و بين المعصوم عليه السلم و قد يحتل بعض السند على ما ذكره قريبا و هذا في حكم
المذكور و اما رئيس المحدثين أبو جعفر محمد بن بابويه القمي عطر الله مرقده فدابه
في كتاب من لا يحضره الفقية ترك أكثر السند و الاقتصار في الاغلب على ذكر الراوي
الذي اخذ عن المعصوم عليه السلم فقط ثم انه ذكر في آخر الكتاب طريقه المتصل بذلك
الراوي و لم يخل بذلك الا نادرا و اما شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى
سقا الله ضريحه صوب الرضوان فقد يجرى في كتابي التهذيب و الاستبصار على وتيرة
الكليني فيذكر جميع السند حقيقة أو حكما و قد يقتصر على البعض فيذكر أواخر السند و
يترك أوائله و كل موضع سلك فيه هذا المسلك اعنى الاقتصار على ذكر البعض فقد ابتدء فيه بذكر صاحب
الاصل الذي اخذ الحديث من اصله أو مؤلف الكتاب الذي اخذ الحديث من كتابه و ذكر في
آخر الكتابين بعض طرقه إلى اصحاب تلك الاصول و مؤلفى تلك الكتب و أحال البواقى على
ما أورده في كتاب فهرست كتب الشيعة و انا اسلك في كل حديث انقله من احد كتب هؤلاء
المشايخ في هذا الكتاب ما سلكه صاحب ذلك الكتاب فاذكر جميع السند ان ذكره و اقتصر
على البعض ان اقتصر عليه و اعلم انه كثيرا ما يتكرر في أوائل أسانيد الكافى ذكر
هؤلاء المشايخ هكذا محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد و انا
اكتفى عن تعداد هؤلاء في أوائل أسانيد الاحاديث المأخوذة من الكافى بقولي الثلثة و
لا التفت بعد وضوح المراد ما يوهمه هذا اللفظ من اشتراك هؤلاء الثلثة في الرواية عن
الرجل المذكور بعدهم و كثيرا ما يذكر في أول السند قوله عدة من اصحابنا فان قال بعدهم عن احمد بن محمد بن عيسى فالمراد بهم هؤلاء الخمسة اعنى
محمد بن يحيى و على بن موسى الكيدانى و طوتر بن كورة و أحمد بن إدريس و على بن
إبراهيم بن هاشم و انا اعبر عنهم بقولي العدة و ان قال بعدهم عن احمد بن محمد بن
عيسى فالمراد بهم هؤلاء الخمسة اعنى محمد بن يحيى و على بن موسى الكيدانى و طور بن
كوره و أحمد بن إدريس و على بن إبراهيم بن هاشم و انا اعبر عنهم بقولي العدة و ان
قال بعدهم عن احمد بن محمد بن خالد البرقى فهم هؤلاء الاربعة اعنى على بن إبراهيم و
على بن محمد بن عبد الله بن اذينة و أحمد بن محمد بن أمية و على بن الحسن و انا
اعبر عنهم بلفظ العدة ايضا و كثيرا ما يتكرر في أوائل أسانيد
التهذيب و الاستبصار هؤلاء المشايخ الثلثة هكذا محمد بن النعمان عن احمد بن محمد بن
الحسن عن ابيه محمد بن الحسن بن الوليد و انا اكتفى عن تعدادهم في أول أسانيد
الاحاديث التي انقلها من احد الكتابين بقولي الثلثة و كثيرا ما يتكرر في أواخر
أسانيد الكافى و التهذيب و الاستبصار هؤلاء الرواة الثلثة هكذا حماد بن عيسى عن
حريز عن زرارة و انا اكتفى عن تعدادهم بقولي في أواخر السند عن الثلثة و كثيرا ما
يتكرر في السند اسماء رجال كثيرة الالفاظ مثل احمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى و
عبد الرحمن بن نجران و إبراهيم بن ابى محمود الخراساني و انا اكتفى عن الاول بقولي
البزنطى و عن الثاني بقولي التميمى و عن الثالث بقولي الخراساني كما اكتفى عن
الحسين بن الحسن بن ابان بقولي ابن ابان و عن معوية بن عمار بقولي ابن عمار و عن
معوية بن وهب بقولي ابن وهب و عن بريد بن معوية العجلي بقولي العجلي


(279)

العجلي و عن عبد الرحمن بن الحجاج البجلى بقولي البجلى و عن
عبد الرحمن بن ابى عبد الله البصري بقولي البصري و عن الحسين بن سعيد الاهوازي
بقولي الاهوازي و عن على بن مهزيار الدورقي بقولي الدورقي و عن محمد بن عبد الجبار
الصهبانى بقولي الصهبانى و عن عبد الله بن ميمون القداح بقولي القداح و عن عبد الله
بن ابى يعفور بقولي ابى محمد و عن ابى عبيدة الحذاء بقولي الحذاء و قد وضعت لكل من
الاصول الاربعة علامة فعلامة الكافى كا و علامة كتاب من لا يحضره الفقية يه و علامة
التهذيب يب و علامة الاستبصار ص و ان احتاج الحديث إلى بيان فعلامته ن و الله ولي
التوفيق و لنا إلى رواية هذه الاصول الاربعة عن مؤلفيها المشايخ الثلثة المحمدين
اعنى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني و رئيس المحدثين محمد بن على بن بابويه القمي و
شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسى اعلى الله مقامهم و أجزل في الخلد اكرامهم طرق
متعددة كثيرة التحويلات و التشعبات و انا اذكر منها طريقا واحدا مختصرا فأقول انى
اروى الاصول المذكورة عن والدى و استادى و من اليه في العلوم الشرعية استنادى
الحسين بن عبد الصمد الحارثى العاملي قدس الله تربته و رفع في دار المقامة رتبته عن
شيخيه الاجلين الافضلين قدوتي الاسلام و فقيهى أهل البيت عليهم السلم سيدنا السيد
حسن بن جعفر الكركي و شيخنا الشهيد الثاني زين الملة و الدين العاملي اعلى الله
قدرهما و أنار في سماء الرضوان بدر هما عن الشيخ الفاضل على بن عبد العالي العاملي
الميسى عن الشيخ شمس الدين محمد بن مؤذن الجزينى عن الشيخ ضياء الدين على عن والده
الاجل الجامع في معارج السعادة بين مرتبة العلم و درجة الشهادة البشيخ شمس الدين
محمد بن مكى عن الشيخ المدقق فخر الدين ابى طالب محمد عن والده العلامة آية الله في
العالمين جمال الملة و الحق و الدين الحسن بن مطهر الحلى عن شيخه الكامل رئيس
المحققين نجم الملة و الدين ابى القسم جعفر بن الحسن بن السعيد عن السيد الجليل ابى على فخار بن معد
الموسوي عن الشيخ الاوحد ابى الفضل بن شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ الفاضل
الفقية عماد الدين ابى جعفر محمد بن ابى القاسم الطبري عن الشيخ الاجل ابى على
الحسن عن والده قدوة الفرقة شيخ الطائفة ابى جعفر محمد بن الحسن الطوسى و له قدس
الله روحه إلى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني طرق عديدة منها عن اسوه الفقهاء و
المتكلمين أبي عبد الله محمد بن محمد النعمان المفيد عن الشيخ الافضل ابى القاسم
جعفر بن قولويه عنه نور الله مرقده و كذلك له إلى رئيس المحدثين الصدوق محمد بن على
بن بابويه طرق متعددة منها عن الشيخ أبي عبد الله المفيد عنه طاب ثراه فهذا طريقنا إلى اصحاب أصولنا الاربعة التي عليها المدار في هذه الاعصار و حيث قدمنا ما
لا يستغنى عنه من المقدمات فقد حان ألان ان اشرع في المقصود مستعينا بالله و متوكلا
عليه فأقول قد رتبت هذا الكتاب المسمى بمشرق الشمسين على أربعة مناهج أولها في
العبادات و ثانيها في العقود و ثالثها في الايقاعات و رابعها في الاحكام المنهج
الاول في العبادات و فيه ستة كتب كتاب الطهارة و فيه مسالك المسلك الاول في الطهارة
المائية و فيه مقاصد المقصد الاول في الوضوء و فيه مطلبان المطلب الاول في تفسير
الاية الكريمة الواردة في بيانه قال الله تعالى في سورة المائدة يا أيها الذين
آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم و أيديكم إلى المرافق و امسحوا برؤوسكم و
أرجلكم


/ 60