إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
تعالى. و عمدة الاشتغال باللّه تعالى عز وجل القلب. فصواب الضعيف ادخار قدر حاجتهكما أن صواب القوي ترك الادخار. و هذا كلهحكم المنفرد فأما المعيل فلا يخرج عن حدالتوكل بادخار قوت سنة لعياله، جبرالضعفهم، و تسكينا لقلوبهم. و ادخار أكثر منذلك مبطل للتوكل، لأن الأسباب تتكرر عندتكرر السنين. فادخاره ما يزيد عليه سببهضعف قلبه، و ذلك يناقض قوّة التوكل.فالمتوكل عبارة عن موحد قوي القلب، مطمئنالنفس إلى فضل الله تعالى واثق بتدبيرهدون وجود الأسباب الظاهرة. و قد[1] ادخررسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعيالهقوت سنة[2] و نهى أم أيمن و غيرها أن تدخر لهشيئا لغد.[3] و نهى بلا لا عن الادخار فيكسرة خبز ادخرها ليفطر عليها فقال صلّىالله عليه وسلّم «أنفق بلا لا و لا تخش منذي العرش إقلالا» و قال صلّى الله عليهوسلّم[4] «إذا سئلت فلا تمنع و إذا أعطيتفلا نخبأ» اقتداء بسيد المتوكلين صلّىالله عليه وسلّم[5] و قد كان قصر أمله بحيثكان إذا بال تيمم مع قرب الماء و يقول «مايدريني لعلّي لا أبلغه» و قد كان صلّى اللهعليه وسلّم لو ادّخر لم ينقص ذلك من توكله،إذ كان لا يثق بما ادخره و لكنه عليهالسلام ترك ذلك تعليما للأقوياء من أمته،فإن أقوياء أمته، ضعفاء بالإضافة إلىقوّته و ادخره عليه السلام لعياله سنة لالضعف قلب فيه و في عياله، و لكن ليسنّ ذلكللضعفاء من أمته. بل أخبر[6] أن الله تعالىيحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه،تطييبا لقلوب