الصدق الثاني: في النية و الإرادة - إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الصدق الثاني: في النية و الإرادة


و يرجع ذلك إلى الإخلاص، و هو أن لا يكونله باعث في الحركات و السكنات إلا اللهتعالى، فإن ما زجه شوب من حظوظ النفس بطلصدق النية، و صاحبه يجوز أن يسمى كاذبا،كما روينا في فضيلة الإخلاص من حديث‏[1]الثلاثة، حين يسئل العالم ما عملت فيماعلمت، فقال: فعلت كذا و كذا، فقال اللهتعالى كذبت بل أردت أن يقال فلان عالم،فإنه لم يكذبه، و لم يقل له لم تعمل، و لكنهكذبه في إرادته و نيته.


و قد قال بعضهم: الصدق صحة التوحيد فيالقصد. و كذلك قول الله تعالى (وَ اللهيَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَلَكاذِبُونَ) و قد قالوا إنك لرسول الله، وهذا صدق، و لكن كذبهم لا من حيث نطقاللسان، بل من حيث ضمير القلب، و كانالتكذيب يتطرق إلى الخبر، و هذا القوليتضمن إخبارا بقرينة الحال، إذ صاحبه يظهرمن نفسه أن يعتقد ما يقول، فكذب في دلالتهبقرينة الحال على ما في قلبه. فإنه كذب فيذلك و لم يكذب فيما يلفظ به. فيرجع أحدمعانى الصدق إلى خلوص النية و هو الإخلاص،فكل صادق فلا بد و أن يكون مخلصا


الصدق الثالث: صدق العزم


فإن الإنسان قد يقدم العزم على العمل،فيقول في نفسه. إن رزقني الله ما لا تصدقتبجميعه، أو بشطره، أو إن لقيت عدوا في سبيلالله تعالى قاتلت و لم أبال و إن قتلت، و إنأعطاني الله تعالى ولاية عدلت فيها و لمأعص الله تعالى بظلم و ميل إلى خلق فهذهالعزيمة قد يصادفها من نفسه، و هي عزيمةجازمة صادقة، و قد يكون في عزمه نوع ميل، وتردد، و ضعف يضاد الصدق في العزيمة، فكانالصدق هاهنا عبارة عن التمام و القوة، كمايقال لفلان شهوة صادقة، و يقال هذا المريضشهوته كاذبة، مهما لم تكن شهوته عن سببثابت قوي، أو كانت ضعيفة. فقد يطلق الصدق ويراد به هذا المعنى و الصادق و الصديق هوالذي تصادف عزيمته في الخيرات كلها قوةتامة، ليس فيها ميل و لا ضعف و لا تردد، بلتسخو نفسه أبدا بالعزم المصمم الجازم علىالخيرات. و هو كما قال عمر رضي الله عنه:لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتأمرعلى قوم فيهم أبو بكر رضي الله عنه فإنه قدوجد من نفسه العزم الجازم و المحبةالصادقة بأنه لا يتأمر مع وجود أبي بكر رضيالله عنه و أكد ذلك بما ذكره من القتل‏




[1] حدث الثلاثة حين سال العالم ما ذا علمتفيما علمت- الحديث: تقدم‏

/ 210