في الأدوية من غيره، فتكون الثقة و الظنبحسب الاعتقاد، و الاعتقاد بحسب التجربة.
و أكثر من ترك التداوي من العباد و الزهادهذا مستندهم، لأنه يبقى الدواء عنده شيئاموهوما لا أصل له، و ذلك صحيح في بعضالأدوية عند من عرف صناعة الطلب، غير صحيحفي البعض. و لكن غير الطبيب قد ينظر إلىالكل نظرا واحدا، فيرى التداوي تعمقا فيالأسباب كالكي و الرقي، فيتركه توكلا
السبب الرابع: أن يقصد العبد بترك التداوياستبقاء المرض
لينال ثواب المرض بحسن الصبر على بلاءالله تعالى، أو ليجرب نفسه في القدرة علىالصبر. فقد ورد في ثواب المرض ما يكثرذكره، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم[1]«نحن معاشر الأنبياء أشدّ الناس بلاء ثمّالأمثل فالأمثل يبتلى العبد على قدرإيمانه فإن كان صلب الإيمان شدّد عليهالبلاء و إن كان في إيمانه ضعف خفّف عنهالبلاء» و في الخبر[2] «إنّ الله تعالىيجرّب عبده بالبلاء كما يجرّب أحدكم ذهبهبالنار فمنهم من يخرج كالذّهب الإبريز لايربد و منهم دون ذلك و منهم من يخرج أسودمحترقا» و في حديث[3] من طريق أهل البيت«إنّ الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه فإنصبر اجتباه فإن رضي اصطفاه» و قال صلّىالله عليه وسلّم[4] «تحبّون أن تكونواكالحمر الضالّة لا تمرضون و لا تسقمون» وقال ابن مسعود رضي الله عنه: تجد المؤمنأصح شيء قلبا، و أمرضه جسما. و تجدالمنافق أصح شيء جسما، و أمرضه قلبا.فلما عظم الثناء على المرض
[1] حديث نحن معاشر الأنبياء أشد الناسبلاء ثم الأمثل فالأمثل- الحديث: أحمد وأبو يعلى و الحاكم و صححه على شرط مسلمنحوه مع اختلاف و قد تقدم مختصرا و رواهالحاكم أيضا من حديث سعد ابن أبي وقاص وقال صحيح على شرط الشيخين
[2] حديث ان الله تعالى يجرب عبده بالبلاءكما يجرب أحدكم ذهبه- الحديث: الطبراني منحديث أبي أمامة بسند ضعيف
[3] حديث من طريق أهل البيت ان الله إذا أحبعبدا ابتلاه- الحديث: ذكره صاحب الفردوس منحديث على و لم يخرجه ولده في مسنده وللطبراني من حديث أبي عنبة إذا أراد اللهبعبد خيرا ابتلاه و إذا ابتلاه اقتناه لايترك له مالا و لا ولدا و سنده ضعيف
[4] حديث تحبون أن تكونوا كالحمر الضالة لاتمرضون و لا تسقمون: ابن أبي عاصم فيالآحاد و المثاني و أبو نعيم و ابن عبدالبر في الصحابة و البيهقي في الشعب منحديث أبي فاطمة و هو صدر حديث ان الرجلليكون له المنزلة عند الله- الحديث: و قدتقدم