بيان معنى الأنس بالله تعالى‏ - إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






  • و من الدلائل زهده فيما يرى
    و من الدلائل أن تراه باكيا
    و من الدلائل أن تراه مسلما
    و من الدلائل أن تراه راضيا
    و من الدلائل ضحكه بين الورى
    و القلبمحزون كقلب الثاكل‏



  • من دار ذل والنعيم الزائل‏
    أن قد رآهعلى قبيح فعائل‏
    كل الأمورإلى المليك لعادل‏
    بمليكه فيكل حكم نازل‏
    و القلبمحزون كقلب الثاكل‏
    و القلبمحزون كقلب الثاكل‏




بيان معنى الأنس بالله تعالى‏


قد ذكرنا أن الأنس، و الخوف، و الشوق، منآثار المحبة. إلا أن هذه آثار مختلفة تختلفعلى المحب بحسب نظره و ما يغلب عليه فيوقته. فإذا غلب عليه التطلع من وراء حجبالغيب إلى منتهى الجمال، و استشعر قصورهعن الاطلاع على كنه الجلال، انبعث القلبإلى الطلب، و انزعج له، و هاج إليه و تسمىهذه الحالة في الانزعاج شوقا و هوبالإضافة إلى أمر غائب و إذا غلب عليهالفرح بالقرب، و مشاهدة الحضور بما هوحاصل من الكشف، و كان نظره مقصورا علىمطالعة الجمال الحاضر المكشوف، غير ملتفتإلى ما لم يدركه بعد، استبشر القلب بمايلاحظه، فيسمى استبشاره أنسا و إن كاننظره إلى صفات العز، و الاستغناء و عدمالمبالاة و خطر إمكان الزوال و البعد.


تألم القلب بهذا الاستشعار، فيسمى تألمهخوفا و هذه الأحوال تابعة: لهذه الملاحظات.و الملاحظات تابعة لأسباب تقتضيها لا يمكنحصرها. فالأنس معناه استبشار القلب و فرحهبمطالعة الجمال، حتى أنه إذا غلب، و تجردعن ملاحظة ما غاب عنه، و ما يتطرق إليه منخطر الزوال، عظم نعيمه و لذته. و من هنا نظربعضهم حيث قيل له: أنت مشتاق فقال: لا.إنما الشوق إلى غائب. فإذا كان الغائبحاضرا فإلى من يشتاق و هذا كلام مستغرقبالفرح بما ناله، غير ملتفت إلى ما بقي فيالإمكان من مزايا الألطاف و من غلب عليهحال الأنس لم تكن شهوته إلا في الانفراد والخلوة، كما حكي أن إبراهيم‏

/ 210