و لا حسنة أعلى من الصبر، و لا سيئة أخزىمن الكبر، و لا دواء ألين من الرفق، ولاداء أوجع من الخرق، و لا رسول أعدل منالحق، و لا دليل أنصح من الصدق، و لا فقرأذل من الطمع، و لا غنى أشقى من الجمع، و لاحياة أطيب من الصحة، و لا معيشة أهنأ منالعفة، و لا عبادة أحسن من الخشوع، و لازهد خير من القنوع، و لا حارس أحفظ منالصمت، و لا غائب أقرب من الموت، و قالمحمد بن سعيد المروزي: إذا طلبت اللهبالصدق آتاك الله تعالى مرآة بيدك حتىتبصر كل شيء من عجائب الدنيا و الآخرة وقال أبو بكر الوراق احفظ الصدق فيما بينك وبين الله تعالى، و الرفق فيما بينك و بينالخلق و قيل لذي النون. هل للعبد إلى صلاحأموره سبيل فقال:
قد بقينا من الذنوب حيارى
فدعاوى الهوى تخف علينا
و خلاف الهوىعلينا ثقيل
نطلب الصدق ماإليه سبيل
و خلاف الهوىعلينا ثقيل
و خلاف الهوىعلينا ثقيل
و قيل لسهل: ما أصل هذا الأمر الذي نحنعليه فقال: الصدق، و السخاء، و الشجاعةفقيل زدنا: فقال: التقى، و الحياء، و طيبالغذاء و عن[1] ابن عباس رضي الله عنهما،أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سئل عنالكمال فقال «قول الحق و العمل بالصدق». وعن الجنيد في قوله تعالى (لِيَسْئَلَالصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) قال يسألالصادقين عند أنفسهم عن صدقهم عند ربهم، وهذا أمر على خطر
بيان حقيقة الصدق و معناه و مراتبه
اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معان صدقفي القول، و صدق في النية و الإرادة، و صدقفي العزم، و صدق في الوفاء بالعزم، و صدقفي العمل، و صدق في تحقيق مقامات الدينكلها. فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهوصديق، لأنه مبالغة في الصدق. ثم هم أيضاعلى درجات فمن كان له حظ في الصدق في شيءمن الجملة فهو صادق بالإضافة إلى ما فيهصدقه
[1] حديث ابن عباس سئل عن الكمال فقال قولالحق و العمل بالصدق: لم أجده بهذا اللفظ