[بعض عجائب قدرة الله في خلق البعوضة] - إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



المكاشفة. و لا يمكن أن يتطفل به على علومالمعاملة، و لكن يمكن الرمز إلى مثال واحدعلى الإيجاز ليقع التنبيه لجنسه فنقول.


أسهل الطريقين النظر إلى الأفعال،فلنتكلم فيها و لنترك الأعلى. ثم الأفعالالإلهية كثيرة، فلنطلب أقلها. و أحقرها، وأصغرها، و لننظر في عجائبها. فأقلالمخلوقات هو الأرض و ما عليها، أعنىبالإضافة إلى الملائكة و ملكوت السموات،فإنك إن نظرت فيها من حيث الجسم و العظم فيلشخص، فالشمس على ما ترى من صغر حجمنها هيمثل الأرض مائة و نيفا و ستين مرة، فانظرإلى صغر الأرض بالإضافة إليها، ثم انظرإلى صغر الشمس بالإضافة إلى فلكها الذي هيمركوزة فيه، فإنه لا نسبة لها إليه، و هيفي السماء الرابعة و هي صغيرة بالإضافةإلى ما فوقها من السموات السبع، ثمالسموات السبع في الكرسي كحلقة في فلاة، والكرسي في العرش كذلك، فهذا نظر إلى ظاهرالأشخاص من حيث المقادير، و ما أحقر الأرضكلها بالإضافة إليها، بل ما أصغر الأرضبالإضافة إلى البحار، فقد قال رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم‏[1] «الأرض في البحركالإسطبل في الأرض» و مصداق هذا عرفبالمشاهدة و التجربة، و علم أن المكشوف منالأرض عن الماء كجزيرة صغيرة بالإضافة إلىكل الأرض‏


[بعض عجائب قدرة الله في خلق البعوضة]


ثم انظر إلى الآدمي المخلقو من الترابالذي هو جزء من الأرض، و إلى سائرالحيوانات، و إلى صغره بالإضافة إلىالأرض، و دع عنك جميع ذلك، فأصغر ما نعرفهمن الحيوانات البعوض و النحل و ما يجرىمجراه، فانظر في البعوض على قدر صغر قدره،و تأمله بعقل حاضر و فكر صاف، فانظر كيفخلقه الله تعالى على شكل الفيل الذي هوأعظم الحيوانات، إذ خلق له خرطوما مثلخرطومه، و خلق له على شكله الصغير سائرالأعضاء كما خلقه للفيل بزيادة جناحين، وانظر كيف قسم أعضاءه الظاهرة، فأنبتجناحه، و أخرج يده و رجله، و شق سمعه و بصرهو دبر في باطنه من أعضاء الغذاء و آلاته مادبره في سائر الحيوانات، و ركب فيها منالقوى الغاذية، و الجاذبة، و الدافعة، والماسكة، و الهاضمة، ما ركب في سائرالحيوانات. هذا في شكله و صفاته. ثم انظرإلى هدايته كيف هداه الله تعالى إلىغذائه،




[1] حديث الأرض في البحر كالاصطبل في الأرض:لم أجد له أصلا

/ 210