الباب الأول في النية
و فيه بيان فضيلة النية، و بيان حقيقةالنية، و بيان كون النية خيرا من العمل، وبيان تفضيل الأعمال المتعلقة بالنفس، وبيان خروج النية عن الاختيار
بيان فضيلة النية
قال الله تعالى (وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَيَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) والمراد بتلك الإرادة هي النية. و قال صلّىالله عليه وسلّم[1] «إنما الأعمالبالنيات و لكل المريء ما نوى فمن كانتهجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله ورسوله و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أوامرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» وقال صلّى الله عليه وسلّم[2] «أكثر شهداءأمتي أصحاب الفرش و رب قتيل بين الصفينالله اعلم بنيته». و قال تعالى (إِنْيُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهبَيْنَهُما) فجعل النية سبب التوفيق و قالصلّى الله عليه وسلّم[3] «إن الله تعالىلا ينظر إلى صوركم و أموالكم و إنما ينظرإلى قلوبكم و أعمالكم» و إنما نظر إلىالقلوب لأنها مظنة النية و قال صلّى اللهعليه وسلّم[4] «إن العبد ليعمل أعمالاحسنة فتصعد الملائكة في صحف مختمة فتلقىبين يدي الله تعالى فيقول ألقوا هذهالصحيفة فإنه لم يرد بما فيها وجهى ثمينادى الملائكة اكتبوا له كذا و كذااكتبوا له كذا و كذا فيقولون يا ربنا إنهلم يعمل شيئا من ذلك فيقول الله تعالى إنهنواه»
[1] (كتاب النية و الإخلاص و الصدق) حديثانما الأعمال بالنيات- الحديث: متفق عليهمن حديث عمر و قد تقدم
[2] حديث أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش و ربقتيل بين الصفين الله أعلم بنيته: أحمد منحديث ابن مسعود و فيه عبد الله بن لهيعة
[3] حديث إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم- الحديث: مسلم من حديث أبي هريرة وقد تقدم
[4] حديث إن العبد ليعمل أعمالا حسنة فتصعدبها الملائكة الحديث: الدارقطني من حديثأنس بإسناد حسن