بيان أحوال المتوكلين في التعلق بالأسباببضرب مثال‏ - إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فاشتغاله بالسلوك مع الأخذ من يد من يتقربإلى الله تعالى بما يعطيه أولى، لأنه تفرغللَّه عز و جل. و إعانة للمعطي على نيلالثواب.


و من نظر إلى مجاري سنة الله تعالى، علم أنالرزق ليس على قدر الأسباب. و لذلك سأل بعضالأكاسرة حكيما عن الأحمق المرزوق، والعاقل المحروم، فقال: أراد الصانع أن يدلعلى نفسه. إذ لو رزق كل عاقل، و حرم كلأحمق، لظن أن العقل رزق صاحبه. فلما رأواخلافه علموا أن الرازق غيرهم. و لا ثقةبالأسباب الظاهرة لهم. قال الشاعر





  • و لو كانت الأرزاق تجرى على الحجا
    هلكنإذا من جهلهن البهائم‏



  • هلكنإذا من جهلهن البهائم‏
    هلكنإذا من جهلهن البهائم‏




بيان أحوال المتوكلين في التعلق بالأسباببضرب مثال‏


اعلم أن مثال الخلق مع الله تعالى مثلطائفة من السؤّال وقفوا في ميدان على بابقصر الملك، و هم محتاجون إلى الطعام. فأخرجإليهم غلمانا كثيرة و معهم أرغفة منالخبز، و أمرهم أن يعطوا بعضهم رغيفينرغيفين، و بعضهم رغيفا رغيفا. و يجتهدوا فيأن لا يغفلوا عن واحد منهم و أمر منادياحتى نادى فيهم: أن اسكنوا و لا تتعلقوابغلمانى إذا خرجوا إليكم، بل ينبغي أنيطمئن كل واحد منكم في موضعه، فإن الغلمانمسخرون و هم مأمورون بأن يوصلوا إليكمطعامكم. فمن تعلق بالغلمان و آذاهم و أخذرغيفين، فإذا فتح باب الميدان و خرجأتبعته بغلام يكون موكلا به، إلى أن أتقدملعقوبته في ميعاد معلوم عندي و لكن أخفيه.و من لم يؤذ الغلمان و قنع برغيف واحد أتاهمن يد الغلام، و هو ساكن. فإنى أختصه بخلعةسنية في الميعاد المذكور لعقوبة الآخر. ومن ثبت في مكانه و لكنه أخذ رغيفين فلاعقوبة عليه، و لا خلعة له. و من أخطأهغلماني فما أوصلوا إليه شيئا، فبات الليلةجائعا غير متسخط للغلمان، و لا قائلا ليتهأوصل إليّ رغيفا، فإنى غدا أستوزره وأفوّض ملكى إليه. فانقسم السؤّال إلىأربعة أقسام، قسم غلبت عليهم بطونهم فلميلتفتوا إلى العقوبة الموعودة، و قالوا مناليوم إلى غد فرج، و نحن الآن جائعون،فبادروا إلى الغلمان فآذوهم و أخذواالرغيفين. فسبقت العقوبة إليهم في الميعادالمذكور، فندموا و لم ينفعهم الندم. و قسمتركوا التعلق بالغلمان خوف العقوبة، و لكنأخذوا رغيفين لغلبة الجوع، فسلموا منالعقوبة، و ما فازوا بالخلعة

/ 210