ثم بيان معنى الأنس باللّه تعالى، ثم بيانمعنى الانبساط في الأنس، ثم القول في معنىالرضا و بيان فضيلته، ثم بيان حقيقته، ثمبيان أن الدعاء و كراهة المعاصي لاتناقضه، و كذا الفرار من المعاصي، ثم بيانحكايات و كلمات للمحبين متفرقة. فهذه جمعبيانات هذا الكتاب
بيان شواهد الشرع في حب العبد للَّهتعالى
اعلم أن الأمة مجموعة على أن الحب للَّهتعالى و لرسوله صلّى الله عليه وسلّم فرض.و كيف يفرض ما لا وجود له، و كيف يفسر الحببالطاعة و الطاعة تبع الحب و ثمرته، فلا بدو أن يتقدم الحب، ثم بعد ذلك يطيع من أحب. ويدل على إثبات الحب للَّه تعالى قوله عز وجل (يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ) و قولهتعالى (وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّحُبًّا لِلَّهِ) و هو دليل على إثبات الحب،و إثبات التفاوت فيه. و قد جعل رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم الحب للَّه من شرطالإيمان في أخبار كثيرة، إذ قال[1] أبورزين العقيلي: يا رسول الله، ما الإيمان
قال «أن يكون الله و رسوله أحبّ إليك ممّاسواهما» و في حديث آخر[2] «لا يؤمن أحدكمحتّى يكون الله و رسوله أحبّ إليه ممّاسواهما» و في حديث آخر[3] «لا يؤمن العبدحتّى أكون أحبّ إليه من أهله و ماله والنّاس أجمعين» و في رواية «و من نفسه» كيفو قد قال تعالى (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْوَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ) الآية.و إنما أجرى
[1] (كتاب المحبة و الشوق و الرضا) حديث أبيرزين العقيلي انه قال يا رسول الله ماالايمان قال أن يكون الله و رسوله أحب إليكمما سواهما أخرجه أحمد بزيادة في أوله
[2] حديث لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما: متفق عليه منحديث أنس بلفظ لا يجد أحد حلاوة الايمانحتى أكون أحب إليه من أهله و ماله و ذكرهبزيادة
[3] حديث لا يؤمن من العبد حتى أكون أحبإليه من أهله و ماله و الناس أجمعين و فيرواية و من نفسه متفق عليه من حديث أنس واللفظ لمسلم دون قوله و من نفسه و قالالبخاري من والده و ولده و له من حديث عبدالله بن هشام قال عمر يا رسول الله لأنتأحب إلى من كل شيء الا نفسي فقال لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسكفقال عمر فأنت الآن و الله أحب إلى من نفسيفقال الآن يا عمر