رسول بعد رسول فلم تجب. و قد كان السلفلذلك يستوحشون إذا خرج عام و لم يصابوا فيهبنقص في نفس أو مال، و قالوا. لا يخلوالمؤمن في كل أربعين يوما أن يروّع روعة،أو يصاب ببلية، حتى روي أن عمار بن ياسرتزوج امرأة، فلم تكن تمرض، فطلقها و أنالنبي صلّى الله عليه وسلّم[1] عرض عليهامرأة، فحكى من وصفها حتى هم أن يتزوجها،فقيل، و إنها ما مرضت قط. فقال: «لا حاجة ليفيها»[2] و ذكر رسول الله صلّى الله عليهوسلّم الأمراض و الأوجاع، كالصداع و غيره،فقال رجل و ما الصداع ما أعرفه. فقال صلّىالله عليه وسلّم «إليك عنّى من أراد أنينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إلىهذا» و هذا لأنه ورد في الخبر[3] «الحمّىحظّ كلّ مؤمن من النّار». و في حديث[4] أنسو عائشة رضي الله عنهما، قيل يا رسول اللههل يكون مع الشهداء يوم القيامة غيرهم فقال «نعم من ذكر الموت كلّ يوم عشرين مرة»و في لفظ آخر «الّذي يذكر ذنوبه فتحزنه» ولا شك في أن ذكر الموت على المريض أغلب،فلما أن كثرت فوائد المرض رأى جماعة تركالحيلة في زوالها، إذ رأوا لأنفسهم مزيدافيها، لا من حيث رأوا التداوي نقصانا. وكيف يكون نقصانا و قد فعل ذلك صلّى اللهعليه وسلّم
بيان الرد على من قال ترك التداوي أفضلبكل حال
فلو قال قائل إنما فعله رسول الله صلّىالله عليه وسلّم ليسنّ لغيره، و إلا فهوحال الضعفاء، و درجة الأقوياء توجب التوكلبترك الدواء، فيقال: ينبغي أن يكون من شرطالتوكل
[1] حديث عرضت عليه امرأة فذكر من وصفها حتىهم أن يتزوجها فقيل فإنها ما مرضت قط فقاللا حاجة لي فيها: أحمد من حديث أنس بنحوهبإسناد جيد
[2] حديث ذكر رسول الله صلّى الله عليهوسلّم الامراض و الاوجاع كالصداع و غيرهفقال رجل و ما الصداع ما أعرفه فقال إليكعنى- الحديث: أبو داود من حديث عامر البرامأخي الخضر بنحوه و في اسناده من لم يسم
[3] حديث الحمى حظ كل مؤمن من النار: البزارمن حديث عائشة و أحمد من حديث أبي أمامة والطبراني في الأوسط من حديث أنس و أبومنصور الديلمي في مسند الفردوس من حديثابن مسعود و حديث أنس ضعيف و باقيها حسان
[4] حديث أنس و عائشة قيل يا رسول الله هليكون مع الشهداء يوم القيامة غيرهم فقالنعم من ذكر الموت كل يوم عشرين مرة: لم أقفله على اسناد