بيان السبب في تفاوت الناس في الحب‏ - إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





و هذه خاصية هذا الشكل. فانظر كيف ألهمالله تعالى النحل على صغر جرمه، و لطافةقده، لطفا به و عناية بوجوده و ما هو محتاجإليه ليتهنأ بعيشه، فسبحانه ما أعظم شأنه،و أوسع لطفه و امتنانه‏



فاعتبر بهذه اللمعة اليسيرة من محقراتالحيوانات، و دع عنك عجائب ملكوت الأرض والسموات، فإن القدر الذي بلغه فهمناالقاصر منه تنقضي الأعمار دون إيضاحه و لانسبة لما أحاط به علمنا إلى ما أحاط بهالعلماء و الأنبياء، و لا نسبة لما أحاط بهعلم الخلائق كلهم إلى ما استأثر اللهتعالى بعلمه. بل كل ما عرفه الخلق لا يستحقأن يسمى علما في جنب علم الله تعالىفبالنظر في هذا و أمثاله تزداد المعرفةالحاصلة بأسهل الطريقين، و بزيادةالمعرفة تزداد المحبة، فإن كنت طالباسعادة لقاء الله تعالى فانبذ الدنيا وراءظهرك، و استغرق العمر في الذكر الدائم والفكر اللازم، فعساك تحظى، منها بقدريسير، و لكن تنال بذلك اليسير ملكا عظيمالا آخر له‏



بيان السبب في تفاوت الناس في الحب‏



اعلم أن المؤمنين مشتركون في أصل الحبلاشتراكهم في أصل المحبة، و لكنهممتفاوتون لتفاوتهم في المعرفة و في حبالدنيا، إذ الأشياء إنما تتفاوت بتفاوتأسبابها، و أكثر الناس ليس لهم من اللهتعالى إلا الصفات و الأسماء التي قرعتسمعهم، فتلقنوها و حفظوها و ربما تخيلوالها معانى يتعالى عنها رب الأرباب، و ربمالم يطلعوا على حقيقتها و لا تخيلوا لهامعنى فاسدا، بل آمنوا بها إيمان تسليم وتصديق، و اشتغلوا بالعمل و تركوا البحث، وهؤلاء هم أهل السلامة من أصحاب اليمين، والمتخيلون هم الضالون، و العارفونبالحقائق هم المقربون.



و قد ذكر الله حال الأصناف الثلاثة فيقوله تعالى (فَأَمَّا إِنْ كانَ منالْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) الآية. فإن كنت لا تفهمالأمور إلا بالأمثلة فلنضرب لتفاوت الحبمثالا فنقول.



أصحاب الشافعي مثلا يشتركون في حبالشافعي رحمه الله، الفقهاء منهم والعوام، لأنهم مشتركون في معرفة فضله، ودينه، و حسن سيرته، و محامد خصاله. و لكنالعامي‏

/ 210