بيان تفصيل الأعمال المتعلقة بالنية - إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فإذا قصد به رياء أو تعظيم شخص آخر، لم يكنوجوده كعدمه، بل زاده شرا. فإنه لم يؤكدالصفة المطلوب تأكيدها حتى أكد الصفةالمطلوب قمعها، و هي صفة الرياء التي هي منالميل إلى الدنيا فهذا وجه كون النية خيرامن العمل. و بهذا أيضا يعرف معنى قوله صلّىالله عليه وسلّم «من هم بحسنة فلم يعملهاكتبت له حسنة» لأن هم القلب هو ميله إلىالخير، و انصرافه عن الهوى و حب الدنيا، وهي غاية الحسنات. و إنما الإتمام بالعمليزيدها تأكيدا. فليس المقصود من إراقة دمالقربان الدم و اللحم، بل ميل القلب عن حبالدنيا، و بذلها إيثارا لوجه الله تعالى. وهذه الصفة قد حصلت عند جزم النية و الهمة،و إن عاق عن العمل عائق فلن ينال اللهلحومها و لا دماؤها، و لكن يناله التقوىمنكم. و التقوى هاهنا أعنى القلب و لذلكقال صلّى الله عليه وسلّم «إن قومابالمدينة قد شركونا في جهادنا» كما تقدمذكره لأن قلوبهم في صدق إرادة الخير، و بذلالمال و النفس، و الرغبة في طلب الشهادة وإعلاء كلمة الله تعالى، كقلوب الخارجين فيالجهاد. و إنما فارقوهم بالأبدان لعوائقتخص الأسباب الخارجة عن القلب، و ذلك غيرمطلوب إلا لتأكيد هذه الصفات و بهذهالمعاني تفهم جميع الأحاديث التيأوردناها في فضيلة النية، فاعرضها عليهالينكشف لك أسرارها فلا نطول بالإعادة


بيان تفصيل الأعمال المتعلقة بالنية


اعلم أن الأعمال و إن انقسمت أقساما كثيرةمن فعل، و قول، و حركة، و سكون، و جلب، ودفع. و فكر، و ذكر، و غير ذلك مما لا يتصورإحصاؤه و استقصاؤه، فهي ثلاثة أقسام:طاعات، و معاص، و مباحات.


القسم الأول: المعاصي و هي لا تتغير عنموضعها بالنية


فلا ينبغي أن يفهم الجاهل ذلك من عمومقوله عليه السلام «إنما الأعمال بالنيات»فيظن أن المعصية تنقلب طاعة بالنية. كالذييغتاب إنسانا مراعاة لقلب غيره، أو يطعمفقيرا من مال غيره، أو يبنى مدرسة أو مسجداأو رباطا بمال حرام. و قصده الخير، فهذاكله جهل، و النية لا تؤثر في إخراجه عنكونه ظلما، و عدوانا، و معصية. بل قصدهالخير بالشر على خلاف مقتضى الشرع شر آخر.فإن عرفه فهو معاند للشرع و إن جهله‏

/ 210