إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و هذه الاختلافات بعضها لاختلاف الأحوالو المقامات، و بعضها لما سبق في الأزل منالتفاضل و التفاوت في القسمة بين العباد. وقد قال تعالى وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَالنَّبِيِّينَ عَلى‏ بَعْضٍ

و قال مِنْهُمْ من كَلَّمَ الله وَ رَفَعَبَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ

فكان عيسى عليه السلام من المفضلين، ولادلاله سلم على نفسه فقال وَ السَّلامُعَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَأَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا

و هذا انبساط منه لما شاهد من اللطف فيمقام الأنس.

و أما يحيي بن زكريا عليه السلام، فإنهأقيم مقام الهيبة و الحياء، فلم ينطق حتىأثنى عليه خالقه فقال وَ سَلامٌ عَلَيْهِ.

و انظر كيف احتمل لإخوة يوسف ما فعلوهبيوسف، و قد قال بعض العلماء: قد عددت منأول قوله تعالى إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى‏ أَبِينا مِنَّا

إلى رأس العشرين من إخباره تعالى عن زهدهمفيه نيفا و أربعين خطيئة، بعضها أكبر منبعض. و قد يجتمع في الكلمة الواحدة الثلاثو الأربع، فغفر لهم و عفا عنهم، و لم يحتملالعزيز في مسألة واحدة سأل عنها في القدر،حتى قيل محي من ديوان النبوة و كذلك كانبلعام بن باعوراء من أكابر العلماء، فأكلالدنيا بالدين، فلم يحتمل له ذلك.

و كان آصف من المسرفين، و كانت معصيته فيالجوارح، فعفا عنه. فقد روي أن الله تعالىأوحى إلى سليمان عليه السلام. يا رأسالعابدين، و يا ابن محجة الزاهدين، إلى كميعصيني ابن خالتك آصف، و أنا أحلم عليه مرةبعد مرة فو عزتي و جلالي. لئن أخذته عصفةمن عصفاتى عليه، لأتركنه مثلة لمن معه، ونكالا لمن بعده. فلما دخل آصف على سليمانعليه السلام، أخبره بما أوحى الله تعالىإليه، فخرج حتى علا كثيبا من رمل، ثم رفعرأسه و يديه نحو السماء و قال إلهى و سيدي.

أنت أنت، و أنا أنا، فكيف أتوب إن لم تتبعلي، و كيف أستعصم إن لم تعصمني لأعودن.

فأوحى الله تعالى إليه. صدقت يا آصف، أنتأنت، و أنا أنا، أستقبل التوبة، و قد تبتعليك، و أنا التواب الرحيم. و هذا كلام مدلبه عليه، و هارب منه إليه، و ناظر به إليه وفي الخبر أن الله تعالى أوحى إلى عبدتداركه بعد أن كان أشفى على الهلكة. كم منذنب واجهتنى به غفرته لك، قد أهلكت في دونهأمة من الأمم‏

/ 210