إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
في الصلاة أكبر من الصلاة، فرضوان ربالجنة أعلى من الجنة. بل هو غاية مطلب سكانالجنان و في الحديث[1] «إن الله تعالىيتجلى للمؤمنين فيقول سلوني فيقولونرضاك» فسؤالهم الرضا بعد النظر نهايةالتفضيل و أما رضا العبد فسنذكر حقيقته وأما رضوان الله تعالى عن العبد فهو بمعنىآخر يقرب مما ذكرناه في حب الله للعبد، ولا يجوز أن يكشف عن حقيقته، إذ تقصر أفهامالخلق عن دركه. و من يقوى عليه فيستقلبإدراكه من نفسه. و على الجملة فلا رتبةفوق النظر إليه، فإنما سألوه الرضا لأنهسبب دوام النظر، فكأنهم رأوه غاية الغاياتو أقصى الأمانى لما ظفروا بنعيم النظر.فلما أمروا بالسؤال لم يسألوا إلا دوامه،و علموا أن الرضا هو سبب دوام رفع الحجاب وقال الله تعالى (وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ) قالبعض المفسرين فيه: يأتي أهل الجنة في وقتالمزيد ثلاث تحف من عند رب العالمين.إحداهما: هدية من عند الله تعالى، ليسعندهم في الجنان مثلها. فذلك قوله تعالى(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْمن قُرَّةِ أَعْيُنٍ) و الثانية السلامعليهم من ربهم، فيزيد ذلك على الهديةفضلا، و هو قوله تعالى (سَلامٌ قَوْلًا منرَبٍّ رَحِيمٍ) و الثالثة: يقول اللهتعالى: إنى عنكم راض، فيكون ذلك أفضل منالهدية و التسليم، فذلك قوله تعالى (وَرِضْوانٌ من الله أَكْبَرُ) أي من النعيمالذي هم فيه فهذا فضل رضا الله تعالى، و هوثمرة رضا العبد و أما من الأخبار. فقد رويأن النبي صلّى الله عليه وسلّم[2] سألطائفة من أصحابه «ما أنتم » فقالوامؤمنون. فقال «ما علامة إيمانكم» فقالوانصبر على البلاء، و نشكر عند الرخاء، ونرضى بمواقع القضاء. فقال «مؤمنون و ربالكعبة»