إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
قد نلته. لو جعلني جسرا على جهنم يعبرالخلائق علي إلى الجنة، ثم ملأ بي جهنمتحلة لقسمه، و بدلا من خليقته، لأحببت ذلكمن حكمه، و رضيت به من قسمه و هذا كلام منعلم أن الحب قد استغرق همه، حتى منعهالإحساس بألم النار، فإن بقي احساس فيغمرهما يحصل من لذته في استشعاره حصول رضامحبوبه بإلقائه إياه في النار، و استيلاءهذه الحالة غير محال في نفسه، و إن كانبعيدا من أحوالنا الضعيفة، و لكن لا ينبغيأن يستنكر الضعيف المحروم أحوالالأقوياء، و بظن أن ما هو عاجز عنه يعجزعنه الأولياء. و قال الرودبارى: قلت لأبيعبد الله ابن الجلاء الدمشقي قول فلانوددت أن جسدي قرض بالمقاريض، و أن هذاالخلق أطاعوه، ما معناه فقال يا هذا، إنكان هذا من طريق التعظيم و الإجلال فلاأعرف، و إن كان هذا من طريق الإشفاق والنصح للخلق فأعرف. قال ثم غشي عليه. و قد كان عمران بن الحصين قد استسقى بطنه،فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة لا يقوم ولا يقعد، قد نقب له في سرير من جريد كانعليه موضع لقضاء حاجته، فدخل عليه مطرف وأخوه العلاء، فجعل يبكى لما يراه من حاله.فقال لم تبكي قال لأني أراك على هذهالحالة العظيمة. قال لا تبك، فإن أحبه إلىالله تعالى أحبه إلي. ثم قال: أحدثك شيئالعل الله أن ينفعك به، و اكتم علي حتى أموت.إن الملائكة تزورنى فآنس بها، و تسلم عليفأسمع تسليمها، فأعلم بذلك أن هذا البلاءليس بعقوبة، إذ هو سبب هذه النعمة الجسمية.فمن بشاهد هذا في بلائه كيف لا يكون راضيابه قال: و دخلنا على سويد بن متعبة نعوده،فرأينا ثوبا ملقى، فما ظننا أن تحته شيئاحتى كشف، فقالت له امرأته: أهلي فداؤك، مانطعمك ما نسقيك، فقال طالت الضجعة، و دبرتالحراقيف، و أصبحت نضوا لا أطعم طعاما، ولا أسيغ شرابا منذ كذا، فذكر أياما و مايسرني أنى نقصت من هذا قلامة ظفر و لما قدمسعد بن أبي وقاص إلى مكة، و قد كان كف بصره،جاءه الناس يهرعون إليه كل واحد يسأله أنيدعو له، فيدعو لهذا و لهذا، و كان مجابالدعوة. قال عبد الله بن السائب فأتيته وأنا غلام. فتعرفت إليه فعرفني و قال: أنتقارئ أهل مكة قلت نعم. فذكر قصة قال فيآخرها. فقلت له يا عم. أنت تدعو للناس، فلودعوت لنفسك فرد الله عليك