إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يحمل الأشياء لهم لسقوطه عندهم. و كانالصبيان يلعبون به، فكانت راحته ركودقلبه، و استقامة حاله في ذله و خموله.فهكذا حال أولياء الله تعالى. ففي أمثالهؤلاء ينبغي أن يطلبوا. و المغرورون إنمايطلبونهم تحت المرقعات و الطيالسة، و فيالمشهورين بين الخلق بالعلم و الورع، والرئاسة. و غيره الله تعالى على أوليائهتأبى إلا إخفاءهم، كما قال تعالى: أوليائىتحت قبابي، لا يعرفهم غيري. و قال صلّىالله عليه وسلّم‏[1] «رب أشعث أغبر ذيطمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره»و بالجملة فأبعد القلوب عن مشام هذهالمعاني القلوب المتكبرة، و المعجبةبأنفسها، المستبشرة يعملها و علمها. وأقرب القلوب إليها القلوب المنكسرة،المستشعرة ذل نفسها استشعارا إذا ذل واهتضم لم يحس بالذل، كما لا يحس العبدبالذل مهما ترفع عليه مولاه. فإذا لم يحسبالذل و لم يشعر أيضا بعدم التفاته إلىالذل، بل كان عند نفسه أخس منزلة من أن يرىجميع أنواع الذل ذلا في حقه، بل يرى نفسهدون ذلك، حتى صار التواضع بالطبع صفة ذات،فمثل هذا القلب يرجى له أن يستنشق مبادىهذه الروائح. فإن فقدنا مثل هذا القلب، وحرمنا مثل هذا الروح، فلا ينبغي أن يطرحالإيمان بإمكان ذلك لأهله. فمن لا يقدر أنيكون من أولياء الله فليكن محبا لأولياءالله، مؤمنا بهم، فعسى أن يحشر مع من أحب ويشهد لهذا ما روي أن عيسى عليه السلام قاللبني إسرائيل: أين ينبت الزرع قالوا فيالتراب. فقال: بحق أقول لكم، لا تنبتالحكمة إلا في قلب مثل التراب و لقد انتهىالمريدون لولاية الله تعالى في طلب شروطهابإزلال النفس إلى منتهى الضعة و الخسة،حتى روي أن ابن الكريبي و هو أستاذ الجنيد،دعاه رجل إلى طعام ثلاث مرات، ثم كان يرده،ثم يستدعيه فيرجع إليه بعد ذلك، حتى أدخلهفي المرة الرابعة، فسأله عن ذلك. فقال: قدرضت نفسي على الذل عشرين سنة، حتى صارتبمنزلة الكلب يطرد فينطرد. ثم يدعى فيرمىله عظم فيعود، و لو رددتني خمسين مرة ثمدعوتني بعد ذلك لأجبت و عنه أيضا أنه قال:نزلت في محلة، فعرفت فيها بالصلاح، فتشتتعلي قلبي، فدخلت الحمام و عدلت إلى ثيابفاخرة فسرقتها و لبستها، ثم لبست مرقعتىفوقها و خرجت، و جعلت أمشى قليلا قليلا،فلحقونى فنزعوا مرقعتى، و أخذوا الثياب، وصفعونى و أوجعونى‏

[1] حديث رب أشعث أغبر ذي طمرين: مسلم منحديث أبي هريرة و قد تقدم‏

/ 210