و رفقى بهم، و شوقى إلى ترك معاصيهم،لماتوا شوفا إلي و تقطعت أوصالهم من محبتييا داود هذه إرادتى في المدبرين عنى، فكيفإرادتى في المقبلين علي! يا داود، أحوج مايكون العبد إلي إذا استغنى عنى، و أرحم ماأكون بعبدي إذا أدبر عنى، و أجل ما يكونعندي إذا رجع إلي و قال أبو خالد الصفار:لقى نبي من الأنبياء عابدا. فقال له إنكممعاشر العباد تعملون على أمر لسنا معشرالأنبياء نعمل عليه أنتم تعملون على الخوفو الرجاء، و نحن نعمل على المحبة و الشوق وقال الشبلي رحمه الله: أوحى الله تعالى إلىداود عليه السلام يا داود، ذكرى للذاكرين،و جنتى للمطيعين، و زيارتى للمشتاقين، وأنا خاصة للمحبين و أوحى الله تعالى إلىآدم عليه السلام يا آدم، من أحب حبيبا صدققوله. و من أنس بحبيبه رضي فعله، و من اشتاقإليه جد في مسيره و كان الخواص رحمه اللهيضرب على صدره و يقول. وا شوقاه لمن يراني ولا أراه و قال الجنيد رحمه الله. بكى يونسعليه السلام حتى عمى، و قام حتى انحنى، وصلى حتى أقعد و قال. و عزتك و جلالك لو كانبيني و بينك بحر من نار لخضته إليك شوقامنى إليك و عن[1] على بن أبي طالب كرم اللهوجهه قال. سألت رسول الله صلّى الله عليهوسلّم عن سنته فقال «المعرفة رأس مالي والعقل أصل ديني و الحب أساسى و الشوق مركبيو ذكر الله أنيسى و الثقة كنزي و الحزنرفيقى و العلم سلاحي و الصبر ردائي و الرضاغنيمتى و العجز فخري و الزهد حرفتى واليقين قوتي و الصدق شفيعى و الطاعة حبي والجهاد خلقي و قره عينى في الصلاة». و قالذو النون. سبحان من جعل الأرواح جنودامجندة فأرواح العارفين جلالية قدسية،فلذلك اشتاقوا إلى الله تعالى، و أرواحالمؤمنين روحانية، فلذلك حنوا إلى الجنة،و أرواح الغافلين هوائية، فلذلك مالوا إلىالدنيا. و قال بعض المشايخ: رأيت في جبلالكلام رجلا أسمر اللون، ضعيف البدن، و هويقفز من حجر إلى حجر و يقول:
الشوق و الهوى
صيراني كما ترى
صيراني كما ترى
صيراني كما ترى
و يقال: للشوق نار الله أشعلها في قلوبأوليائه، حتى يحرق بها ما في قلوبهم منالخواطر و الإرادات، و العوارض و الحاجات.فهذا القدر كاف في شرح المحبة، و الأنس، والشوق و الرضا، فلنقتصر عليه، و اللهالموفق للصواب ثم كتاب المحبة، و الشوق، والرضا، و الأنس، يتلوه كتاب النية والإخلاص، و الصدق
[1] حديث على سألت رسول الله صلّى الله عليهوسلّم عن سنته فقال المعرفة رأس مالي والعقل أصل ديني الحديث: ذكره القاضي عياضمن حديث على بن أبي طالب و لم أجد له إسنادا