إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
و قال صلّى الله عليه وسلّم[1] «الناسأربعة رجل آتاه الله عز و جل علما و مالافهو يعلم بعلمه في ماله فيقول رجل لو آتانيالله تعالى مثل ما آتاه لعملت كما يعملفهما في الأجر سواء و رجل آتاه الله تعالىمالا و لم يؤته علما فهو يتخبط بجهله فيماله فيقول رجل لو آتاني الله مثل ما آتاهعملت كما يعمل فهما في الوزر سواء» ألا ترىكيف شركة بالنية في محاسن عمله و مساويه وكذلك في حديث أنس بن مالك. لما خرج رسولالله صلّى الله عليه وسلّم في غزوةتبوك[2] قال «إن بالمدينة أقواما ما قطعناواديا و لا وطئنا موطئا يغيظ الكفار و لاأنفقنا نفقة و لا أصابتنا مخمصة إلاشركونا في ذلك و هم بالمدينة» قالوا و كيفذلك يا رسول الله و ليسوا معنا قال «حبسهمالعذر» فشركوا بحسن النية و في حديث[3]ابن مسعود «من هاجر يبتغى شيئا فهو له»فهاجر رجل فتزوج امرأة منا فكان يسمىمهاجر أم قيس. و كذلك جاء في الخبر[4] أنرجلا قتل في سبيل الله و كان يدعى قتيلالحمار، لأنه قاتل رجلا ليأخذ سلبه وحماره، فقتل على ذلك، فأضيف إلى نيته و فيحديث عبادة عن النبي صلّى الله عليهوسلّم[5] «من غزا و هو لا ينوي إلا عقالافله ما نوى» و قال[6] أبي استعنت رجلا يغزومعي، فقال لا حتى تجعل لي جعلا. فجعلت له.فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه وسلّمفقال «ليس له من دنياه و آخرته إلا ما جعلتله»