إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
كل عبد على ما مات عليه» و في حديث[1]الأحنف عن أبي بكرة «إذا التقى المسلمانبسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار» قيليا رسول الله، هذا القاتل، فما بالالمقتول قال «لأنه أراد قتل صاحبه». و فيحديث[2] أبي هريرة «من تزوج امرأة علىصداق و هو لا ينوي أداءه فهو زان و من أداندينا و هو لا ينوي قضاءه فهو سارق» و قالصلّى الله عليه وسلّم[3] «من تطيب للهتعالى جاء يوم القيامة و ريحه أطيب منالمسك و من تطيب لغير الله جاء يوم القيامةو ريحه أنتن من الجيفة» و أما الآثار: فقدقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أفضلالأعمال أداء ما افترض الله تعالى، والورع عما حرم الله تعالى، و صدق النيةفيما عند الله تعالى و كتب سالم بن عبدالله إلى عمر بن عبد العزيز. اعلم أن عونالله تعالى للعبد على قدر النية، فمن تمتنيته تم عون الله له، و إن نقصت نقص بقدره.و قال بعض السلف: رب عمل صغير تعظمه النية،و رب عمل كبير تصغره النية. و قال داودالطائي: البر همته التقوى، فلو تعلقت جميعجوارحه بالدنيا لردته نيته يوما إلى نيةصالحة و كذلك الجاهل بعكس ذلك و قالالثوري: كانوا يتعلمون النية للعمل كماتتعلمون العمل و قال بعض العلماء: اطلبالنية للعمل قبل العمل. و ما دمت تنويالخير فأنت بخير و كان بعض المريدين يطوفعلى العلماء يقول: من يدلني على عمل لاأزال فيه عاملا لله تعالى، فإنى لا أحب أنيأتي على ساعة من ليل أو نهار إلا و إناعامل من عمال الله. فقيل له: قد وجدت حاجتك. فاعمل الخير مااستطعت، فإذا فترت أو تركته فهم بعمله فإنالهام بعمل الخير كعامله. و كذلك قال بعضالسلف: إن نعمة الله عليكم أكثر من أنتحصوها، و إن ذنوبكم أخفى من أن تعلموها، ولكن أصبحوا توابين، و أمسوا توابين يغفرلكم ما بين ذلك. و قال عيسى عليه السلام:طوبى لعين نامت و لا تهم بمعصية،