إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
و ثانيها: أن ينتظر الصلاة بعد الصلاة،فيكون في جملة انتظاره في الصلاة، و هومعنى قوله تعالى (وَ رابِطُوا) و ثالثها:الترهب بكف السمع و البصر و الأعضاء عنالحركات و الترددات، فإن الاعتكاف كف، وهو في معنى الصوم، و هو نوع ترهب. و لذلكقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم[1]«رهبانية أمتي القعود في المساجد» ورابعها: عكوف الهم على الله و لزوم السرللفكر في الآخرة، و دفع الشواغل الصارفةعنه بالاعتزال إلى المسجد و خامسها:التجرد لذكر الله أو لاستماع ذكره، وللتذكر به، كما روي في الخبر[2] «من غدا إلىالمسجد ليذكر الله تعالى أو يذكر به كانكالمجاهد في سبيل الله تعالى» و سادسها: أنيقصد إفادة العلم بأمر بمعروف و نهي عنمنكر، إذ المسجد لا يخلو عمن يسيء فيصلاته، أو يتعاطى ما لا يحل له، فيأمرهبالمعروف، و يرشده إلى الدين، فيكون شريكامعه في خيره الذي يعلم منه، فتتضاعفخيراته و سابعها: أن يستفيد أخا في الله،فإن ذلك غنيمة و ذخيرة المدار الآخرة، والمسجد معشش أهل الدين المحبين لله و فيالله و ثامنها: أن يترك الذنوب حياء منالله تعالى، و حياء من أن يتعاطى في بيتالله ما يقتضي هتك الحرمة. و قد قال الحسنبن علي رضي الله عنهما: من أدمن الاختلافإلى المسجد رزقه الله إحدى سبع خصال: أخامستفادا في الله. أو رحمة مستنزلة. أو علمامستظرفا أو كلمة تدل على هدى أو تصرفه عنرديء. أو يترك الذنوب خشية أو حياء.