إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



و حديث لسان و فكر، أو انتقال من خاطر إلىخاطر، و النية بمعزل من جميع ذلك. و إنماالنية انبعاث النفس و توجهها و ميلها إلىما ظهرها أن فيه غرضها. إما عاجلا، و إماآجلا.


و الميل إذا لم يكن لا يمكن اختراعه واكتسابه بمجرد الإرادة. بل ذلك كقولالشبعان:


نويت أن أشتهى الطعام و أميل إليه. أو قولالفارغ: نويت أن أعشق فلانا و أحبه و أعظمهبقلبي. فذلك محال. بل لا طريق إلى اكتسابصرف القلب إلى الشي‏ء، و ميله إليه، وتوجهه نحوه، إلا باكتساب أسبابه. و ذلك مماقد يقدر عليه، و قد لا يقدر عليه.


و إنما تنبعث النفس إلى الفعل إجابة للغرضالباعث الموافق للنفس، الملائم لها. و مالم يعتقد الإنسان أن غرضه منوط بفعل منالأفعال فلا يتوجه نحوه قصده. و ذلك مما لايقدر على اعتقاده في كل حين و إذا اعتقدفإنما يتوجه القلب إذا كان فارغا غيرمصروف عنه بغرض شاغل أقوى منه. و ذلك لايمكن في كل وقت. و الدواعي و الصوارف لهاأسباب كثيرة بها تجتمع، و يختلف ذلكبالأشخاص، و بالأحوال، و بالأعمال. فإذاغلبت شهوة النكاح مثلا، و لم يعتقد غرضاصحيحا في الولد دينا و لا دنيا، لا يمكنهأن يواقع على نية الولد، بل لا يمكن إلاعلى نية قضاء الشهوة إذ النية هي إجابةالباعث. و لا باعث إلا الشهوة، فكيف ينويالولد! و إذا لم يغلب على قلبه‏[1] أن إقامةسنة النكاح اتباعا لرسول الله صلّى اللهعليه وسلّم يعظم فضلها، لا يمكن أن ينويبالنكاح اتباع السنة، إلا أن يقول ذلكبلسانه و قلبه و هو حديث محض ليس بنية.


نعم طريق اكتساب هذه النية مثلا أن يقوىأولا إيمانه بالشرع، و يقوى إيمانه بعظمثواب من سعى في تكثير أمة محمد صلّى اللهعليه وسلّم، و يدفع عن نفسه جميعالمنفردات عن الولد من ثقل المؤنة، و طولالتعب، و غيره، فإذا فعل ذلك ربما انبعث منقلبه رغبة إلى تحصيل الولد للثواب، فتحركهتلك الرغبة، و تتحرك أعضاؤه لمباشرةالعقد. فإذا انتهضت القدرة المحركة للسانبقبول العقد طاعة لهذا الباعث الغالب علىالقلب، كان ناويا. فإن لم يكن كذلك، فمايقدره في نفسه، و يردده في قلبه من قصدالولد، وسواس و هذيان و لهذا امتنع جماعةمن السلف من جملة من الطاعات، إذ لم تحضرهمالنية، و كانوا يقولون.


ليس تحضرنا فيه نية، حتى أن ابن سيرين لميصل على جنازة الحسن البصري و قال: ليستحضرني نية. و نادى بعضهم امرأته، و كانيسرح شعره، أن هات المدري. فقالت: أجي‏ء



[1] حديث النكاح سنة رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم: تقدم في آداب النكاح‏

/ 210