إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



و هذه أعز النيات و أعلاها، و يعز على بسيطالأرض من يفهمها فضلا عمن يتعاطاها و نياتالناس في الطاعات أقسام. إذ منهم من يكونعمله إجابة لباعث الخوف، فإنه يتقى النار.و منهم من يعمل إجابة لباعث و هو الرغبة فيالجنة، و هذا و إن كان نازلا بالإضافة إلىقصد طاعة الله و تعظيمه لذاته و جلاله لالأمر سواه، فهو من جملة النيات الصحيحة،لأنه ميل إلى الموعود في الآخرة، و إن كانمن جنس المألوفات في الدنيا. و أغلبالبواعث باعث الفرج و البطن، و موضع قضاء وطرهما الجنة. فالعامل لأجل الجنة عامللبطنه و فرجه، كالأجير السوء، و درجتهدرجة البله، و إنه لينالها بعمله، إذاأكثر أهل الجنة البله و أما عبادة ذويالألباب فإنها لا تجاوز ذكر الله تعالى والفكر فيه، حبا لجماله و جلاله و سائرالأعمال تكون مؤكدا و روادف، و هؤلاء أرفعدرجة من الالتفات إلى المنكوح و المطعومفي الجنة، فإنهم لم يقصدوها، بل هم الذينيدعون ربهم بالغداة و الغشي يريدون وجههفقط، و ثواب الناس بقدر نياتهم. فلا جرميتنعمون بالنظر إلى وجهه الكريم، و يسخرونممن يلتفت إلى وجه الحور العين، كما يسخرالمتنعم بالنظر إلى الحور العين ممن يتنعمبالنظر إلى وجه الصور المصنوعة من الطين،بل أشد، فإن التفاوت بين جمال حضرةالربوبية و جمال الحور العين، أشد و أعظمكثيرا من التفاوت بين جمال الحور العين والصور المصنوعة من الطين. بل استعظامالنفوس البهيمية الشهوانية لقضاء الوطرمن مخالفة الحسان و إعراضهم عن جمال وجهالله الكريم، يضاهي استعظام الخنفساءلصاحبتها و إلفها لها، و إعراضها عن النظرإلى جمال وجوه النساء، فعمى أكثر القلوبعن إبصار جمال الله و جلاله يضاهي عمىالخنفساء عن إدراك جمال النساء فإنها لاتشعر به أصلا، و لا تلتفت إليه. و لو كانلها عقل و ذكرن لها لاستحسنت عقل من يلتفتإليهن، و لا يزالون مختلفين، كل حزب بمالديهم فرحون، و لذلك خلقهم حكى أن أحمد بنخضرويه رأى ربه عز و جل في المنام، فقال له:كل الناس يطلبون منى الجنة إلا أبا يزيد،فإنه يطلبني. و رأى أبو يزيد ربه في المنامفقال: يا رب، كيف الطريق إليك
فقال اترك نفسك و تعالى إلى. و رؤي الشبليبعد موته في المنام. فقيل له: ما فعل اللهبك فقال لم يطالبني على الدعاوي بالبرهانإلا على قول واحد، قلت يوما أي خسارة أعظممن خسران الجنة

/ 210