إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فقال أي خسارة أعظم من خسران لقائي! والغرض أن هذه النيات متفاوتة الدرجات، ومن غلب على قلبه واحدة منها ربما لا يتيسرله العدول إلى غيرها. و معرفة هذه الحقائقتورث أعمالا و أفعالا لا يستنكرهاالظاهريون من الفقهاء، فإنا نقول: من حضرتله نية في مباح، و لم تحضر في فضيلة،فالمباح أولى، و انتقلت الفضيلة إليه، وصارت الفضيلة في حقه نقيصة، لأن الأعمالبالنيات، و ذلك مثل العفو، فإنه أفضل منالانتصار في الظلم، و ربما تحضره نية فيالانتصار دون العفو، فيكون ذلك أفضل و مثلأن يكون له نية في الأكل، و الشرب، والنوم، ليريح نفسه، و يتقوّى على العباداتفي المستقبل، و ليس تنبعث نيته في الحالينللصوم، و الصلاة، فالأكل، و النوم هوالأفضل له بل لو ملّ العبادة لمواظبتهعليها، و سكن نشاطه، و ضعفت رغبته، و علمأنه لو ترفه ساعة بلهو و حديث عاد نشاطه،فاللهو أفضل له من الصلاة. قال أبوالدرداء: إنى لأستجم نفسي بشي‏ء من اللهو،فيكون ذلك عونا لي على الحق. و قال علي كرمالله وجهه.


روحوا القلوب فإنها إذا أكرهت عميت. و هذهدقائق لا يدركها إلا سماسرة العلماء دونالحشوية منهم. بل الحاذق بالطب قد يعالجالمحرور باللحم مع حرارته، و يستبعدهالقاصر في الطب، و إنما يبتغى به أن يعيدأو لا قوته ليحتمل المعالجة بالضد. والحاذق في لعب الشطرنج مثلا قد ينزل عنالرخ و الفرس مجانا، ليتوصل بذلك إلىالغلبة. و الضعيف البصيرة قد يضحك به، ويتعجب منه، و كذلك الخبير بالقتال قد يفربين يدي قرينه، و يوليه دبره، حيلة منهليستجره إلى مضيق، فيكر عليه فيقهره فكذلكسلوك طريق الله تعالى، كله قتال معالشيطان، و معالجة للقلب، و بالبصيرالموفق يقف فيها على لطائف من الحيليستبعدها الضعفاء، فلا ينبغي للمريد أنيضمر إنكارا على ما يراه من شيخه، و لاللمتعلم أن يعترض على أستاذه، بل ينبغي أنيقف عند حد بصيرته، و ما لا يفهمه منأحوالهما يسلمه. لهما إلى أن ينكشف لهأسرار ذلك بأن يبلغ رتبتهما، و ينالدرجتهما، و من الله حسن التوفيق‏

/ 210