إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
الله وجهه: لا تهتموا لقلة العمل، واهتموا للقبول، فإن النبي صلّى الله عليهوسلّم[1] قال لمعاذ بن جبل «أخلص العمليجزك منه القليل» و قال عليه السلام[2]«ما من عبد يخلص لله العمل أربعين يوما إلاظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» وقال عليه السلام[3] «أول من يسئل يومالقيامة ثلاثة رجل آتاه الله العلم فيقولالله تعالى ما صنعت فيما علمت فيقول يا ربكنت أقوم به آناء الليل و أطراف النهارفيقول الله تعالى كذبت و تقول الملائكةكذبت بل أردت أن يقال فلان عالم ألا فقدقيل ذلك و رجل آتاه الله ما لا فيقول اللهتعالى لقد أنعمت عليك فما ذا صنعت فيقول يارب كنت أتصدق به آناء الليل و أطراف النهارفيقول الله تعالى كذبت و تقول الملائكةكذبت بل أردت أن يقال فلان جواد ألا فقدقيل ذلك و رجل قتل في سبيل الله تعالىفيقول الله تعالى ما ذا صنعت فيقول يا ربأمرت بالجهاد فقاتلت حتى قتلت فيقول اللهكذبت و تقول الملائكة كذبت بل أردت أن يقالفلان شجاع ألا فقد قيل ذلك» قال أبو هريرة.ثم خط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علىفخذي و قال «يا أبا هريرة أولئك أول خلقتسعر نار جهنم بهم يوم القيامة» فدخل راوىهذا الحديث على معاوية، و روى له ذلك فبكىحتى كادت نفسه تزهق ثم قال: صدق الله إذ قال(من كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها) الآية و في الإسرائيليات أن عابدا كانيعبد الله دهرا طويلا، فجاءه قوم فقالوا:إن هاهنا قوما يعبدون شجرة من دون اللهتعالى. فغضب لذلك، و أخذ فأسه على عاتقه، وقصد الشجرة ليقطعها. فاستقبله إبليس فيصورة شيخ، فقال: أين تريد رحمك الله قالأريد أن أقطع هذه الشجرة. قال و ما أنت وذاك تركت عبادتك و اشتغالك بنفسك و تفرغتلغير ذلك