إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
العبد من الشيطان إلا بالإخلاص و لذلك كانمعروف الكرخي رحمه الله تعالى يضرب نفسه ويقول: يا نفس أخلصنى تتخلصى. و قال يعقوبالمكفوف: المخلص من يكتم حسناته كما يكتمسيئاته و قال سليمان: طوبى لمن صحت لهخطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى وكتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، إلىأبي موسى الأشعري: من خلصت نيته كفاه اللهتعالى ما بينه و بين الناس. و كتب بعضالأولياء إلى أخ له: أخلص النية في أعمالكيكفك القليل من العمل. و قال أيوبالسختياني: تخليص النيات على العمال أشدعليهم من جميع الأعمال. و كان مطرف يقول: منصفا صفى له، و من خلط خلط عليه و روي بعضهمفي المنام فقيل له: كيف وجدت أعمالك فقال:كل شيء عملته لله وجدته، حتى حبة رمانلقطتها من طريق، و حتى هرة ماتت لنا رأيتهافي كفة الحسنات. و كان في قلنسوتي خيط منحرير فرأيته في كفة السيئات، و كان قد نفقحمار لي قيمته مائة دينار فما رأيت لهثوابا فقلت موت سنور في كفة الحسنات، و موتحمار ليس فيها! فقيل لي إنه قد وجه حيث بعثتبه، فإنه لما قيل لك قد مات، قلت: في لعنةالله، فبطل أجرك فيه، و لو قلت: في سبيلالله، لوجدته في حسناتك، و في رواية، قال:و كنت قد تصدقت بصدقة بين الناس فأعجبنىنظرهم إلي، فوجدت ذلك لا علي و لا لي، قالسفيان لما سمع هذا ما أحسن حاله إذا لم يكنعليه فقد أحسن إليه. و قال يحيى بن معاذ:الإخلاص يميز العمل من العيوب، كتمييزاللبن من الفرث، و الدم، و قيل. كان رجليحرج في زي النساء، و يحضر كل موضع يجتمعفيه النساء، من عرس أو مأتم، فاتفق أن حضريوما موضعا فيه مجمع للنساء، فسرقت درة،فصاحوا أن أغلقوا الباب حتى نفتش، فكانوايفتشون واحدة واحدة، حتى بلغت النوبة إلىالرجل و إلى امرأة معه، فدعا الله تعالىبالإخلاص، و قال: إن نجوت من هذه الفضيحةلا أعود إلى مثل هذا، فوجدت الدرة مع تلكالمرأة، فصاحوا أن أطلقوا الحرة فقد وجدناالدرة و قال بعض الصوفية: كنت قائما مع أبيعبيد التستري و هو يحرث أرضه بعد العصر منيوم عرفة، فمر به بعض إخوانه من الأبدال،فساره بشيء، فقال أبو عبيد. لا، فمركالسحاب يمسح الأرض حتى غاب من عينى، فقلتلأبي عبيد. ما قال لك فقال. سألنى أن أحجمعه، قلت. لا، قلت، فهلا فعلت، قال ليس ليفي الحج نية، و قد نويت