إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
و يقول أنت متبوع و مقتدى بك، و منظورإليك، و ما تفعله يؤثر عنك، و يتأسى بكغيرك فيكون لك ثواب أعمالهم إن أحسنت، وعليك الوزر إن أسأت، فأحسن عملك بين يديه،فعساه يقتدى بك في الخشوع و تحسينالعبادة، و هذا أغمض من الأول و قد ينخدعبه من لا ينخدع بالأول، و هو أيضا عينالرياء، و مبطل للإخلاص، فإنه إن كان يرىالخشوع و حسن العبادة خيرا لا يرضى لغيرهتركه، فلم لم يرتض لنفسه ذلك في الخلوة. و لا يمكن أن تكون نفس غيره أعز عليه مننفسه، فهذا محض التلبيس، بل المقتدى به،هو الذي استقام في نفسه و استنار قلبه،فانتشر نوره إلى غيره، فيكون له ثوابعليه، فأما هذا فمحض النفاق و التلبيس،فمن اقتدى به أثيب عليه، و أما هو فيطالببتلبيسه، و يعاقب على إظهاره من نفسه ماليس متصفا به الدرجة الثالثة: و هي أدق مماقبلها أن يجر العبد نفسه في ذلك، و يتنبهلكيد الشيطان و يعلم أن مخالفته بينالخلوة و المشاهدة للغير محض الرياء، ويعلم أن الإخلاص في أن تكون صلاته فيالخلوة مثل صلاته في الملإ، و يستحيي مننفسه و من ربه أن يتخشع لمشاهدة خلقه تخشعازائدا على عادته. فيقبل على نفسه في الخلوةو يحسن صلاته على الوجه الذي يرتضيه فيالملإ، و يصلى في الملإ أيضا كذلك، فهذاأيضا من الرياء الغامض، لأنه حسن صلاته فيالخلوة لتحسن في الملإ فلا يكون قد فرقبينها، فالتفاته في الخلوة و الملإ إلىالخلق، بل الإخلاص أن تكون مشاهدة البهائملصلاته. و مشاهدة الخلق على و تيرة واحدة،فكأن نفس هذا ليست تسمح بإساءة الصلاة بينأظهر الناس. ثم يستحيي من نفسه أن يكون فيصورة المرائين، و يظن أن ذلك يزول بأنتستوي صلاته في الخلأ و الملإ، و هيهات بلزوال ذلك بأن لا يلتفت إلى الخلق كما لايلتفت إلى الجمادات في الخلأ و الملإجميعا، و هذا من شخص مشغول الهم بالخلق فيالملإ و الخلأ جميعا، و هذا من المكايدالخفية للشيطان الدرجة الرابعة: و هي أدق وأخفى، أن ينظر إليه الناس و هو في صلاتهفيعجز الشيطان عن أن يقول له اخشع لأجلهم،فإنه قد عرفت أنه تفطن لذلك فيقول لهالشيطان تفكر في عظمة الله تعالى و جلاله،و من أنت واقف بين يديه، و استحى من أن ينظرالله إلى قلبك و هو غافل عنه. فيحضر بذلكقلبه، و تخشع جوارحه، و يظن أن ذلك عينالإخلاص،