إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هي العليا فهو في سبيل الله» و قال عمر رضيالله عنه: تقولون فلان شهيد، و لعله أنيكون قد ملأ دفتي راحلته و رقا. و قال‏[1]ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: قال رسولالله صلّى الله عليه وسلّم «من هاجر يبتغىشيئا من الدنيا فهو له» فنقول: هذهالأحاديث لا تناقض ما ذكرناه. بل المرادبها من لم يرد بذلك إلا الدنيا، كقوله «منهاجر يبتغى شيئا من الدنيا» و كان ذلك هوالأغلب على همه. و قد ذكرنا أن ذلك عصيان وعدوان، لا لأن طلب الدنيا حرام، و لكنطلبها بأعمال الدين حرام، لما فيه منالرياء و تغيير العبادة عن موضعها. و أمالفظ الشركة حيث ورد فمطلق للتساوي و قدبينا أنه إذا تساوى القصدان تقاوما، و لميكن له و لا عليه، فلا ينبغي أن يرجى عليهثواب ثم إن الإنسان عند الشركة أبدا فيخطر، فإنه لا يدرى أي الأمرين أغلب علىقصده فربما يكون عليه و بالا و لذلك قالتعالى (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَرَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)أي لا يرجى اللقاء مع الشركة التي أحسنأحوالها التساقط و يجوز أن يقال أيضا: منصبالشهادة لا ينال إلا بالإخلاص في الغزو، وبعيد أن يقال من كانت داعيته الدينية بحيثتزعجه إلى مجرد الغزو و إن لم يكن غنيمة، وقدر على غزو طائفتين من الكفار، إحداهماغنية، و الأخرى فقيرة، فمال إلى جهةالأغنياء لإعلاء كلمة الله و للغنيمة، لاثواب له على غزوه البتة: و نعوذ بالله أنيكون الأمر كذلك. فإن هذا حرج في الدين، ومدخل لليأس على المسلمين، لأن أمثال هذهالشوائب التابعة قط لا ينفك الإنسان عنهاإلا على الندور فيكون تأثير هذا في نقصانالثواب. فأما أن يكون في إحباطه فلا نعمالإنسان فيه على خطر عظيم، لأنه ربما يظنأن الباعث الأقوى هو قصد التقرب إلى الله،و يكون الأغلب على سره الحظ النفسي، و ذلكمما يخفى غاية الخفاء، فلا يحصل الأجر إلابالإخلاص، و الإخلاص قلما يستيقنه العبدمن نفسه، و إن بالغ في الاحتياط فلذلكينبغي أن يكون أبدا بعد كمال الاجتهادمترددا بين الرد و القبول، خائفا أن تكونفي عبادته آفة يكون وبالها أكثر من ثوابهاو هكذا كان الخائفون من ذوي البصائر

[1] حديث ابن مسعود من هاجر يبتغى شيئا منالدنيا فهو له: تقدم في الباب الذي قبله‏

/ 210