إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هو هاهنا. و احترز بذلك عن الكذب، و دفعالظالم عن نفسه، فكان قوله صدقا، و أفهمالظالم أنه ليس في الدار فالكمال الأول فياللفظ: أن يحترز عن صريح اللفظ و عنالمعاريض أيضا إلا عند الضرورة و الكمالالثاني: أن يراعي معنى الصدق في ألفاظهالتي يناجي بها ربه، كقوله: وجهت وجهي للذيفطر السموات و الأرض، فإن قلبه إن كانمنصرفا عن الله تعالى، مشغولا بأمانىالدنيا و شهواته. فهو كذب. و كقوله: إياكنعبد. و قوله: أنا عبد الله. فإنه إذا لميتصف بحقيقة العبودية، و كان له مطلب سوىالله، لم يكن كلامه صدقا. و لو طولب يومالقيامة بالصدق في قوله: أنا عبد الله،لعجز عن تحقيقه، فإنه إن كان عبدا لنفسه،أو عبدا لدنيا أو عبدا لشهواته، لم يكنصادقا في قوله.

و كل ما تقيد العبد به فهو عبد له. كما قالعيسى عليه السلام: يا عبيد الدنيا. و قالنبينا صلّى الله عليه وسلّم‏[1] «تعس عبدالدينار تعس عبد الدرهم و عبد الحلة و عبدالخميصة» سمى كل من تقيد قلبه بشي‏ء عبداله. و إنما العبد الحق الله عز و جل من أعتقأولا من غير الله تعالى، فصار حرا مطلقا.فإذا تقدمت هذه الحرية صار القلب فارغا،فحلت فيه العبودية لله، فتشغله بالله وبمحبته، و تقيد باطنه و ظاهره بطاعته، فلايكون له مراد إلا الله تعالى ثم تجاوز هذاإلى مقام آخر أسنى منه يسمى الحرية، و هوأن يعتق أيضا عن إرادته لله من حيث هو، بليقنع بما يريد الله له من تقريب أو إبعاد،فتفنى إرادته في إرادة الله تعالى.

و هذا عبد عتق عن غير الله فصار حرا. ثم عادو عتق عن نفسه فصار حرا، و صار مفقودالنفسه، موجودا لسيده و مولاه، إن حركهتحرك، و إن سكنه سكن، و إن ابتلاه رضي لميبق فيه متسع لطلب، و التماس، و اعتراض، بلهو بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل وهذا منتهى الصدق في العبودية الله تعالى،فالعبد الحق هو الذي وجوده لمولاه لالنفسه و هذه درجة الصديقين و أما الحرية عنغير الله فدرجات الصادقين، و بعدها تتحققالعبودية لله تعالى. و ما قبل هذا فلايستحق صاحبه أن يسمى صادقا و لا صديقا.

فهذا هو معنى الصدق في القول‏

[1] حديث تعس عبد الدينار- الحديث: البخاريمن حديث أبي هريرة و قد تقدم‏

/ 210