إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
صلّى الله عليه وسلّم إياه، حيث[1] مرضعلي كرم الله وجهه، فسمعه عليه السلام و هويقول. اللهم صبرنى على البلاء. فقال لهصلّى الله عليه وسلّم «لقد سألت اللهتعالى البلاء فسل الله العافية» فبهذهالنيات يرخص في ذكر المرض و إنما يشترط ذلكلأن ذكره شكاية، و الشكوى من الله تعالىحرام، كما ذكرته في تحريم السؤال علىالفقراء إلا بضرورة و يصير الإظهار شكايةبقرينة السخط و إظهار الكراهة لفعل اللهتعالى. فإن خلا عن قرينة السخط و عن النياتالتي ذكرناها فلا يوصف بالتحريم، و لكنيحكم فيه بأن الأولى تركه، لأنه ربما يوهمالشكاية، و لأنه ربما يكون فيه تصنع و مزيدفي الوصف على الموجود من العلة. و من تركالتداوي توكلا فلا وجه في حقه للإظهار،لأن الاستراحة إلى الدواء أفضل منالاستراحة إلى الإفشاء. و قد قال بعضهم. منبث لم يصبر و قيل في معنى قوله (فَصَبْرٌجَمِيلٌ) لا شكوى فيه. و قيل ليعقوب عليهالسلام. ما الذي أذهب بصرك قال مرّ الزمانو طول الأحزان. فأوحى الله تعالى إليه.تفرغت لشكواي إلى عبادي. فقال يا رب أتوبإليك. و روي عن طاوس و مجاهد أنهما قالا.يكتب على المريض أنينه في مرضه. و كانوايكرهون أنين المرض لأنه إظهار معنى يقتضيالشكوى حتى قيل ما أصاب إبليس لعنه الله منأيوب عليه السلام إلا أنينه في مرضه. فجعلالأنين حظه منه و في الخبر[2] «إذا مرضالعبد أوحى الله تعالى إلى الملكين انظراما يقول لعواده فإن حمد الله و أثنى بخيردعوا له و إن شكا و ذكر شرّا قالا كذلكتكون» و إنما كره بعض العباد العيادة خشيةالشكاية، و خوف الزيادة في الكلام. فكانبعضهم إذا مرض أغلق بابه، فلم يدخل عليهأحد حتى يبرأ فيخرج إليهم. منهم فضيل، ووهيب، و بشر. و كان فضيل يقول أشتهى أن أمرضبلا عوّاد. و قال. لا أكره العلة إلا لأجلالعواد. رضي الله عنه و عنهم أجمعين كملكتاب التوحيد و التوكل بعون الله و حسنتوفيقه. يتلوه إن شاء الله تعالى كتابالمحبة، و الشوق، و الأنس، و الرضا، و اللهسبحانه و تعالى الموفق