إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
ذلك في معرض التهديد و الإنكار. و قد أمررسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمحبةفقال[1] «أحبّوا الله لما يغذوكم به مننعمة و أحبّونى لحبّ الله إيّاي» ويروى[2] أن رجلا قال يا رسول الله إنىأحبك. فقال صلّى الله عليه وسلّم «استعدللفقر» فقال إنى أحب الله تعالى. فقال«استعد للبلاء». و عن[3] عمر رضي الله عنهقال: نظر النبي صلّى الله عليه وسلّم إلىمصعب بن عمير مقبلا و عليه إهاب كبش قدتنطق به، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم«انظروا إلى هذا الرّجل الّذي نوّر اللهقلبه لقد رأيته بين أبويه يغذوانه بأطيبالطّعام و الشّراب فدعاه حبّ الله و رسولهإلى ما ترون» و في الخبر المشهور[4] أنإبراهيم عليه السلام قال لملك الموت إذجاءه لقبض روحه: هل رأيت خليلا يميت خليله! فأوحى اللهتعالى إليه: هل رأيت محبا يكره لقاء حبيبه. فقال يا ملك الموت الآن فاقبض و هذا لايجده إلا عبد يحب الله بكل قلبه، فإذا علمأن الموت سبب اللقاء انزعج قلبه إليه، و لميكن له محبوب غيره حتى يلتفت إليه و قد قالنبينا صلّى الله عليه وسلّم في دعائه[5]«اللهم ارزقني حبّك و حبّ من أحبّك و حبّما يقرّبنى إلى حبّك و اجعل حبّك أحبّ إليّمن الماء البارد».[6] و جاء أعرابي إلىالنبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسولالله متى الساعة قال «ما أعددت لها» فقال: ما أعددت لها كثير صلاة و لا صيام. إلا أنىأحب الله و رسوله، فقال له رسول الله صلّىالله عليه وسلّم «المرء مع من أحبّ» قالأنس. فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعدالإسلام فرحهم بذلك، و قال أبو بكر الصديقرضي الله عنه: من ذاق من خالص محبة اللهتعالى شغله ذلك عن طلب الدنيا، و أوحشه عنجميع البشر