إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الشجاعة و الكرم و غيره، فمعلوم أن منيحب الصديق رضي الله تعالى عنه مثلا، ليسيحب عظمه و لحمه و جلده و أطرافه و شكله، إذكل ذلك زال و تبدل و انعدم، و لكن بقي ماكان الصدّيق به صديقا، و هي الصفاتالمحمودة التي هي مصادر السير الجميلة،فكان الحب باقيا ببقاء تلك الصفات، معزوال جميع الصور، و تلك الصفات ترجعجملتها إلى العلم و القدرة إذا علم حقائقالأمور، و قدر على حمل نفسه عليها، بقهرشهواته، فجميع خلال الخير يتشعب على هذينالوصفين، و هما غير مدركين بالحس و محلهمامن جملة البدن جزء لا يتجزأ، فهو المحبوببالحقيقة و ليس للجزء الذي لا يتجزأ صورة وشكل و لون يظهر للبصر حتى يكون محبوبالأجله. فإذا الجمال موجود في السير و لوصدرت السيرة الجميلة من غير علم و بصيرة لميوجب ذلك حبا، فالمحبوب مصدر السيرالجميلة، و هي الأخلاق الحميدة، و الفضائلالشريفة، و ترجع جملتها إلى كمال العلم والقدرة، و هو محبوب بالطبع و غير مدركبالحواس، حتى أن الصبي المخلى و طبعه إذاأردنا أن نحبب إليه غائبا أو حاضرا حيا أوميتا لم يكن لنا سبيل إلا بالإطناب في وصفهبالشجاعة و الكرم و العلم و سائر الخصالالحميدة، فمهما اعتقد ذلك لم يتما لك فينفسه، و لم يقدر أن لا يحبه، فهل غلب حبالصحابة رضي الله تعالى عنهم، و بغض أبيجهل، و بغض ابليس لعنه الله. إلا بالإطنابفي وصف المحاسن و المقابح التي لا تدركبالحواس، بل لما وصف الناس حاتما بالسخاء،و وصفوا خالدا بالشجاعة أحبتهم القلوب حباضروريا، و ليس ذلك عن نظر إلى صورة محسوسةو لا عن حظ يناله المحب منهم، بل إذا حكي منسيرة بعض الملوك في بعض أقطار الأرض العدلو الإحسان، و إفاضة الخير غلب حبه علىالقلوب مع اليأس من انتشار إحسانه إلىالمحبين لبعد المزار، و نأي الديار، فإذاليس حب الإنسان مقصورا على من أحسن إليه،بل المحسن في نفسه محبوب و إن كان لا ينتهىقط إحسانه إلى المحب، لأن كل جمال و حسنفهو محبوب و الصورة ظاهرة و باطنة و الحسنو الجمال يشملهما، و تدرك الصور الظاهرةبالبصر الظاهر و الصور الباطنة بالبصيرةالباطنة، فمن حرم البصيرة الباطنة لايدركها و لا يلتذ بها و لا يحبها و لا يميلإليها، و من كانت البصيرة الباطنة أغلبعليه من الحواس الظاهرة كان حبه للمعانيالباطنة أكثر من حبه للمعاني الظاهرة،فشتان بين من يحب نقشا مصورا على الحائطلجمال‏

/ 210