إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و ليس لغيره كمال إلا بقدر ما أعطاه الله،و ليس في المقدور أن ينعم بمنتهى الكمالعلى غيره فإن منتهى الكمال أقل درجاته أنلا يكون عبدا مسخرا لغيره، قائما بغيره، وذلك محال في حق غيره، فهو المنفردبالكمال، المنزه عن النقص، المقدس عنالعيوب و شرح وجوه التقدس و التنزه في حقهعن النقائص بطول، و هو من أسرار علومالمكاشفات، فلا نطول بذكره فهذا الوصفأيضا إن كان كمالا و جمالا محبوبا، فلا تتمحقيقته إلّا له، و كمال غيره، و تنزهه لايكون مطلقا، بل بالإضافة إلى ما هو أشد منهنقصانا، كما أن للفرس كمالا بالإضافة إلىالحمار، و للإنسان كمالا بالإضافة إلىالفرس. و أصل النقص شامل للكل، و إنمايتفاوتون في درجات النقصان. فإذا الجميلمحبوب، و الجميل المطلق هو الواحد الذي لاندّ له، الفرد الذي لا ضدّ له، الصمد الذيلا منازع له، الغني الذي لا حاجة له،القادر الذي يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد،لا راد لحكمه، و لا معقب لقضائه، العالمالذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السمواتو الأرض، القاهر الذي لا يخرج عن قبضةقدرته أعناق الجبابرة، و لا ينفلت منسطوته و بطشه رقاب القياصرة، الأزلي الذيلا أول لوجوده، الأبدي الذي لا آخرلبقائه، الضروري الوجود الذي لا يحومإمكان العدم حول حضرته، القيوم الذي يقومبنفسه و يقوم كل موجود به، جبار السموات والأرض، خالق الجماد و الحيوان و النبات،المنفرد بالعزة و الجبروت، المتوحدبالملك و الملكوت، ذو الفضل و الجلال، والبهاء و الجمال، و القدرة و الكمال، الذيتتحير في معرفة جلاله العقول، و تخرس فيوصفه الألسنة، الذي كمال معرفة العارفينالاعتراف بالعجز عن معرفته، و منتهى نبوةالأنبياء الإقرار بالقصور عن وصفه، كماقال سيد الأنبياء صلوات الله عليه و عليهمأجمعين‏[1] «لا أحصى ثناء عليك أنت كماأثنيت على نفسك» و قال سيد الصديقين رضيالله تعالى عنه:

العجز عن درك الإدراك إدراك، سبحان من لميجعل للخلق طريقا إلى معرفته إلا بالعجزعن معرفته فليت شعري من ينكر إمكان حب اللهتعالى تحقيقا و يجعله مجازا، أ ينكر أن هذهالأوصاف من أوصاف الجمال و المحامد، ونعوت الكمال و المحاسن، أو ينكر كون اللهتعالى موصوفا بها أو ينكر كون الكمال والجمال، و البهاء و العظمة، محبوبا بالطبععند من أدركه

[1] حديث لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيتعلى نفسك: تقدم‏

/ 210