إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



وقر في صدره، فضل لا محالة بتجل انفرد به.و كما أنك ترى في الدنيا من يؤثر لذةالرئاسة على المطعوم و المنكوح. و ترى منيؤثر لذة العلم و انكشاف مشكلات ملكوتالسموات و الأرض و سائر الأمور الإلهيةعلى الرئاسة، و على المنكوح، و المطعوم، والمشروب جميعا، فكذلك يكون في الآخرة قوميؤثرون لذة النظر إلى وجه الله تعالى علىنعيم الجنة، إذ يرجع نعيمها إلى المطعوم والمنكوح، و هؤلاء بعينهم هم الذين حالهمفي الدنيا ما وصفنا من إيثار لذة العلم والمعرفة و الإطلاق على أسرار الربوبية علىلذة المنكوح، و المطعوم، و المشروب، وسائر الخلق مشغولون به. و لذلك لما قيللرابعة: ما تقولين في الجنة فقالت الجارثم الدار فبينت أنه ليس في قلبها التفاتإلى الجنة، بل إلى رب الجنة و كل من لا يعرفالله في الدنيا فلا يراه في الآخرة. و كل منلم يجد لذة المعرفة في الدنيا فلا يجد لذةالنظر في الآخرة، إذ ليس يستأنف لأحد فيالآخرة ما لم يصحبه من الدنيا، و لا يحصدأحد إلا ما زرع، و لا يحشر المرء إلا على مامات عليه، و لا يموت إلا على ما عاش عليه.فما صحبه من المعرفة هو الذي يتنعم بهبعينه فقط، إلا أنه ينقلب مشاهدة بكشفالغطاء، فتتضاعف اللذة به كما تتضاعف لذةالعاشق إذا استبدل بخيال صورة المعشوقرؤية صورته، فإن ذلك منتهى لذته. و إنماطيبة الجنة أن لكل أحد فيها ما يشتهي، فمنلا يشتهي إلا لقاء الله تعالى فلا لذة لهفي غيره، بل ربما يتأذى به فإذا نعيم الجنةبقدر حب الله تعالى، و حب الله تعالى بقدرمعرفته، فأصل السعادات هي المعرفة التيعبر الشرع عنها بالإيمان فإن قلت: فلذةالرؤية إن كان لها نسبة إلى لذة المعرفةفهي قليلة و إن كان أضعافها، لأن لذةالمعرفة في الدنيا ضعيفة، فتضاعفها إلى حدقريب لا ينتهى في القوة إلى أن يستحقر سائرلذات الجنة فيها فاعلم أن هذا الاستحقارللذة المعرفة صدر من الخلو عن المعرفة. فمنخلا عن المعرفة كيف يدرك لذتها، و إن انطوىعلى معرفة ضعيفة و قلبه مشحون بعلائقالدنيا فكيف يدرك لذتها، فللعارفين فيمعرفتهم و فكرتهم و مناجاتهم للَّه تعالىلذات لو عرضت عليهم الجنة في الدنيا بدلاعنها لم يستبدلوا بها لذة الجنة. ثم هذهاللذة مع كمالها لا نسبة لها أصلا

/ 210