إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



إلى لذة اللقاء و المشاهدة، كما لا نسبةللذة خيال المعشوق إلى رؤيته، و لا للذةاستنشاق روائح الأطعمة الشهية إلى ذوقها،و لا للذة اللمس باليد إلى لذة الوقاع وإظهار عظم التفاوت بينهما لا يمكن إلابضرب مثال فنقول:


لذة النظر إلى وجه المعشوق في الدنياتتفاوت بأسباب أحدها: كمال جمال المعشوق ونقصانه، فإن اللذة في النظر إلى الأجملأكمل لا محالة و الثاني: كمال قوة الحب، والشهوة و العشق، فليس التذاذ من اشتد عشقهكالتذاذ من ضعفت شهوته و حبه و الثالث:كمال الإدراك، فليس التذاذه برؤيةالمعشوق في ظلمة، أو من وراء ستر رقيق، أومن بعد، كالتذاذه بإدراكه على قرب من غيرستر، و عند كمال الضوء، و لا إدراك لذةالمضاجعة مع ثوب حائل كإدراكها مع التجردو الرابع: اندفاع العوائق المشوشة والآلام الشاغلة للقلب، فليس التذاذالصحيح، الفارغ، المتجرد للنظر إلىالمعشوق، كالتذاذ الخائف المذعور، أوالمريض المتألم، أو المشغول قلبه بمهم منالمهمات. فقدر عاشقا ضعيف العشق، ينظر إلىوجه معشوقه من وراء ستر رقيق على بعد، بحيثيمنع انكشاف كنه صورته، في حالة اجتمععليه عقارب و زنابير تؤذيه و تلدغه و تشغلقلبه، فهو في هذه الحالة لا يخلو عن لذة مامن مشاهدة معشوقه فلو طرأت على الفجأهحالة انهتك بها الستر، و أشرق بها الضوء، واندفع عنه المؤذيات و بقي سليمان فارغا، وهجمت عليه الشهوة القوية و العشق المفرطحتى بلغ أقصى الغايات، فانظر كيف تتضاعفاللذة حتى لا يبقى للأولى إليها نسبةيعتدّ بها فكذلك فافهم نسبة لذة النظر إلىلذة المعرفة. فالستر الرقيق مثال البدن والاشتغال به، و العقارب و الزنابير مثالالشهوات المتسلطة على الإنسان من الجوع، والعطش، و الغضب، و الغم، و الحزن، و ضعفالشهوة. و الحب مثال لقصور النفس في الدنياو نقصانها عن الشوق إلى الملإ الأعلى، والتفاتها إلى أسفل السافلين، و هو مثلقصور الصبي عن ملاحظة لذة الرئاسة، والتفاته إلى اللعب بالعصفور و العارف و إنقويت في الدنيا معرفته فلا يخلو عن هذهالمشوشات. و لا يتصور أن‏

/ 210