إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يعرف علمه مجملا، و الفقيه يعرفه مفصلا.فتكون معرفة الفقيه به أتم، و إعجابه به وحبه له أشد. فإن من رأى تصنيف مصنففاستحسنه و عرف به فضله، أحبه لا محالة، ومال إليه قلبه. فإن رأى تصنيفا آخر أحسنمنه و أعجب، تضاعف لا محالة حبه، لأنهتضاعفت معرفته بعلمه. و كذلك يعتقد الرجلفي الشاعر أنه حسن الشعر فيحبه، فإذا سمعمن غرائب شعره ما عظم فيه حذقه و صنعتهازداد به معرفة، و ازداد له حبا. و كذا سائرالصناعات و الفضائل. و العامي قد يسمع أنفلانا مصنف، و أنه حسن التصنيف، و لكن لايدرى ما في التصنيف. فيكون له معرفة مجملة،و يكون له بحسبه ميل مجمل. و البصير إذا فتشعن التصانيف، و اطلع على ما فيها منالعجائب، تضاعف حبه لا محالة، لأن عجائبالصنعة و الشعر و التصنيف تدل على كمالصفات الفاعل و المصنف. و العالم بجملته صنعالله تعالى و تصنيفه، و العامي يعلم ذلك ويعتقده. و أما البصير فإنه يطالع تفصيل صنعالله تعالى فيه، حتى يرى في البعوض مثلا منعجائب صنعه ما ينبهر به عقله، و يتحير فيهلبه، و يزداد بسببه لا محالة عظمة الله وجلاله و كمال صفاته في قلبه، فيزداد لهحبا. و كلما ازداد على أعاجيب صنع اللهاطلاعا، استدل بذلك على عظمة الله الصانعو جلاله، و ازداد به معرفة و له حبا و بحرهذه المعرفة، أعنى معرفة عجائب صنع اللهتعالى، بحر لا ساحل له، فلا جرم تفاوت أهلالمعرفة في الحب لا حصر له و مما يتفاوتبسببه الحب اختلاف الأسباب الخمسة التيذكرناها للحب، فإن من يحب الله مثلا لكونهمحسنا إليه، منعما عليه، و لم يحبه لذاته،ضعفت محبته. إذ تتغير بتغير الإحسان، فلايكون حبه في حالة البلاء كحبه في حالةالرضا و النعماء و أما من يحبه لذاته، ولأنه مستحق للحب بسبب كماله و جماله و مجدهو عظمته. فإنه لا يتفاوت حبه بتفاوتالإحسان إليه فهذا و أمثاله هو سبب تفاوتالناس في المحبة، و التفاوت في المحبة هوالسبب للتفاوت في سعادة الآخرة، و لذلكقال تعالى (وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُدَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِيلًا)

/ 210