إحیاء علوم الدین جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إحیاء علوم الدین - جلد 14

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بحدوث السبب المقتضى له، كما قال تعالى:لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبهفيكون تقربه بالنوافل سببا لصفاء باطنه، وارتفاع الحجاب عن قلبه، و حصوله في درجةالقرب من ربه. فكل ذلك فعل الله تعالى ولطفه به، فهو معنى حبه و لا يفهم هذا إلابمثال، و هو أن الملك قد يقرب عبده مننفسه، و يأذن له في كل وقت في حضور بساطه،لميل الملك إليه، إما لينصره بقوته، أوليستريح بمشاهدته، أو ليستشيره في رأيه،أو ليهيئ أسباب طعامه و شرابه. فيقال إنالملك يحبه. و يكون معناه ميله إليه لمافيه من المعنى الموافق الملائم له. و قديقرب عبدا و لا يمنعه من الدخول عليه، لاللانتفاع به، و لا للاستنجاد به، و لكنلكون العبد في نفسه موصوفا من الأخلاقالرضية و الخصال الحميدة بما يليق به أنيكون قريبا من حضرة الملك وافرا لحظ منقربه، مع أن الملك لا غرض له فيه أصلا. فإذارفع الملك الحجاب بينه و بينه، يقال قدأحبه. و إذا اكتسب من الخصال الحميدة مااقتضى رفع الحجاب، يقال قد توصل و حبب نفسهإلى الملك. فحب الله للعبد إنما يكونبالمعنى الثاني لا بالمعنى الأوّل. و إنمايصح تمثيله بالمعنى الثاني بشرط أن لايسبق إلى فهمك دخول تغير عليه عند تجددالقرب، فإن الحبيب هو القريب من اللهتعالى، و القرب من الله في البعد من صفاتالبهائم و السباع و الشياطين، و التخلقبمكارم الأخلاق التي هي الأخلاق الإلهية،فهو قرب بالصفة لا بالمكان، و من لم يكنقريبا فصار قريبا فقد تغير فربما يظن بهذاأن القرب لما تجدد فقد تغير وصف العبد والرب جميعا، إذ صار قريبا بعد أن لم يكن، وهو محال في حق الله تعالى، إذ التغير عليهمحال بل لا يزال في نعوت الكمال و الجلالعلى ما كان عليه في أزل الآزال و لا ينكشفهذا إلا بمثال في القرب بين الأشخاص، فإنالشخصين قد يتقاربان بتحركهما جميعا، و قديكون أحدهما ثابتا، فيتحرك الآخر، فيحصلالقرب بتغير في أحدهما من غير تغير فيالآخر. بل القرب في الصفات أيضا كذلك، فإنالتلميذ يطلب القرب من درجة أستاذه فيكمال العلم و جماله، و الأستاذ واقف فيكمال علمه غير متحرك بالنزول إلى درجةتلميذه، و التلميذ متحرك مترق من حضيضالجهل إلى ارتفاع العلم، فلا يزال دائبافي التغير و الترقي إلى أن يقرب من أستاذه،و الأستاذ ثابت غير متغير. فكذلك ينبغيأن‏

/ 210