إحیاء علوم الدین جلد 14
لطفا منتظر باشید ...
أحب إلى الله أن تكون في العبد بعد حب لقاءالله من كثرة السجود فقدم حب لقاء الله علىالسجود. و قد شرط الله سبحانه لحقيقة الصدقفي الحب القتل في سبيل الله، حيث قالوا إنانحب الله، فجعل القتل في سبيل الله و طلبالشهادة علامته فقال (إِنَّ الله يُحِبُّالَّذِينَ يُقاتِلُونَ في سَبِيلِهِصَفًّا) و قال عز و جل (يُقاتِلُونَ فيسَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) و في وصية أبي بكر لعمر رضيالله تعالى عنهما: الحق ثقيل، و هو مع ثقلهمريء، و الباطل خفيف، و هو مع خفتهوبيء، فإن حفظت وصيتى لم يكن غائب أحبإليك من الموت و هو مدركك، و إن ضيعت وصيتىلم يكن غائب أبغض إليك من الموت و لن تعجزه.و يروي عن[1] إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قالحدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال له يومأحد. ألا ندعو الله فخلوا في ناحية. فدعاعبد الله بن جحش فقال. يا رب إنى أقسمت عليكإذا لقيت العدو غدا فلقني رجلا شديدابأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك و يقاتلني،ثم يأخذنى فيجدع أنفى، و أذنى، و يبقربطنى، فإذا لقيتك غدا قلت يا عبد الله منجدع أنفك و أذنك فأقول فيك يا رب و فيرسولك، فتقول صدقت. قال سعد. فلقد رأيته آخر النهار و إن أنفهو أذنه لمعلقتان في خيط. قال سعد بن المسيبأرجو أن يبر الله آخر قسمة كما أبر أوله وقد كان الثوري و بشر الحافى يقولان. لايكره الموت إلا مريب، لأن الحبيب على كلحال لا يكره لقاء حبيبه. و قال البويطىلبعض الزهاد. أ تحب الموت فكأنه توقف فقاللو كنت صادقا لأحببته، و تلا قوله تعالى(فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْصادِقِينَ) فقال الرجل. فقد قال النبي صلّىالله عليه وسلّم[2] «لا يتمنين أحدكمالموت» فقال: إنما قاله لضر نزل به، لأن الرضا بقضاءالله تعالى أفضل من طلب الفرار منه