رسائل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الاشتراك اللفظي، أو المعنوي؟» فإنّه(قدّس سرّه) اختار الأخير و قال:«لكنّها تحمل على الأوّل عند الإطلاق. ولعلّ السرّ في ذلك أن الإرادة المتوجّهةإلى الفعل، تقتضي وجوده ليس إلّا، و الندبإنّما يأتي من قِبل الإذن في التركمنضمّاً إلى الإرادة المذكورة، فاحتاجالندب إلى قيد زائد، بخلاف الوجوب فإنّهيكفي فيه تحقّق الإرادة و عدم انضمامالرخصة في الترك إليها» «1».و فيه أوّلًا: أنّ القدر المشترك تكوننسبته إلى أقسامه على السواء، فلا يمكنأن يكون حجّة على أحدها إلّا بانصرافٍلفظي، أو قرينة لفظية أو معنوية مفقودة فيالبين.و ثانياً: أنّ الإرادة في الوجوب و الندبإرادتان مختلفتان بحسب المرتبة، تكون كلّمنهما بحسبها مختلفة مع الأُخرى، لا أنّالإرادة في الوجوب هي الإرادة في الندببلا انضمام الرخصة، فالرخصة في الترك فيالندب و عدمها في الوجوب، إنّما هي بيانلفظي و حكاية قوليّة لحدود الإرادة،فالإرادة الوجوبية مرتبة بسيطة إذا أردناشرحها نعبّر عنها: بأنّها الإرادة مع عدمالرخصة في الترك على أن يكون القيد أوالجزء قيداً أو جزءً للحدّ لا المحدود و منقبيل زيادة الحدّ على المحدود. و كذلكالإرادة الندبية بالنسبة إلى الرخصة فيالترك.و بالجملة: لا تكون النسبة بين الإرادةالإيجابية و الندبية هي الإطلاق و التقييدلتكون الرخصة قيداً زائداً، كما لا يخفى.