رسائل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أحدهما: أنّه تعالى أرجعهم إلىمرتكزاتهم و أنّه بعد إفضاء البعض إلىالبعض و أخذ الميثاق الغليظ، لا مصير إلىأخذ المهر و لا سبيل إليه عند العقلاء فإنّهذا التعبير آبٍ عن الأمر التعبّدي، بلمناسب للأمر الارتكازي، فيظهر منه أنّالأمر- أي نقض الميثاق الغليظ كان قبيحاًعند العقلاء و مذموماً عندهم، و اللَّهتعالى نبّههم على هذا الأمر الارتكازي.و ثانيهما: أنّ تمام الموضوع لهذا الأمرالارتكازي القبيح هو نقض الميثاق الغليظ،و لا اختصاص له بباب النكاح و المهر، والنكاحُ لمّا كان في الحقيقة مصداقاًللميثاق الغليظ، صار مركباً لهذا الحكم.و بالجملة: يستفاد من ذلك أنّ الكبرىالكلّية المرتكزة للعقلاء التي قرّرهاالشارع هي الميثاق الغليظ لا النكاح، وهذا واضح.إن قلت: إنّ الموضوع هو الميثاق الغليظ،لا أصل الميثاق، فمن أين يعلم أنّ الغلظةبِمَ تتحقّق؟! قلت: بعد تطبيقِ الميثاقالغليظ على النكاح، و العلمِ بأنّه ليس فيالنكاح غلظة أشدّ من البيع و الإجارة وأشباههما، يعلم أنّ الميزان هو العهدالمبرم الذي في مثل تلك العقود، فتدبّرجيّداً.