رسائل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَالْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِالْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَفَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍإِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةًوَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ «1»فهذه رحمة تفضّل اللَّه بها على المؤمنينرحمةً لهم ليستعملوها عند التقيّة فيالظاهر. و قال رسول اللَّه: إنّ اللَّهيحبّ أن يؤخذ برخصه كما يحبّ أن يؤخذبعزائمه «2».فإنّ الظاهر من العمل بعمله و الصلاةبصلاته و توسعة استعمال التقيّة- خصوصاًمع قوله إنّ اللَّه يحبّ..هو صحّة العمل و إجزاؤه، و أنّ ما يؤتىبه تقيّةً صحيح محبوب له تعالى. و ظاهرقوله و عليه أن يدين اللَّه في الباطن بخلاف مايظهر أنّ لماهية العبادات مصداقين مختلفين فيحال التقيّة و غيرها، و ليس المراد منهإعادة ما يأتي به تقيّةً بلا إشكال.و منها: ما عن أبي عبد اللَّه (عليهالسّلام) في رسالته إلى أصحابه، و فيها و عليكم بمجاملة أهل الباطل تحمّلواالضيم منهم، و إيّاكم و مماظّتهم، دينوافيما بينكم و بينهم- إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم و نازعتموهم الكلام فإنّه لابدّ لكم من مجالستهم و مخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقيّة التي أمركماللَّه أن تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم«3».فقوله: «بالتقيّة» متعلّق بقوله: «دينوا»و الظاهر منه أنّه اعملوا بالديانة علىنحو التقيّة، و اعبدوا اللَّه فيما بينكمو بينهم عبادة على صفة التقيّة، فيدلّعلى أنّ الأعمال التي تعمل تقيّةًعبادةُ اللَّه و ديانته تعالى، و لا تكونصورةَ العبادة، فيدلّ على صحّتها و كونالمأتيّ به مصداقاً للمأمور به حالالتقيّة.