فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون ( 1 ) و قال عز من قائل : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و أتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم ( 2 ) و روى عن الحسن البصري رضى الله تعالى عنه أنه قال : عجبا لمكروب غفل عن خصم و قد عرف ما جعل لمن قالهن .
قوله : ( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع إلى - قوله - هم المهتدون ( 3 ) و قوله تعالى : ( و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا ( 4 ) و قوله تعالى : ( و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجى المؤمنين ( 5 ) و قوله : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم - إلى قوله - و الله ذو فضل عظيم ( 6 ) و قوله تعالى : ( و أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر - إلى قوله - و ذكرى للعابدين ( 7 ) ) و روى عن الحسن البصري رضى الله عنه أيضا أنه قال : من لزم قراءة هذه الآيات في الشدائد كشفها الله تعالى عنه ، لانه قد وعد و حكم فيهن بما جعله لمن قالهن و حكمه تعالى لا يبطل ، و وعده لا يخلف .
و قد ذكر تعالى فيما قصه من أخبار الانبياء شدائد و محنا استمرت على جماعة منهم و ضروبا جرت عليهم من البلاء فأعقبها بفرج و تخفيف ، و تدراكهم منها بصنع جليل لطيف .
فأول ممتحن منهم آدم عليه السلام أبو البشر فان الله جل جلاله خلقه في الجنة و علمه الاسماء كلها و أسجد الملائكة له ، و نهاه عن أكل الشجرة .
فوسوس له الشيطان ، فكان منه ما قاله الرحمن في محكم القرآن : ( و عصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى ( 8 ) هذا بعد أن أهبطه من الجنة إلى الارض