فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
نعم ما أشرت به ، وقع اليه عني بإطلاقهم .فقلت ان رأى خطى عاند ولج و لكن يغتنم أمير المؤمنين الثواب و يتساند و يحمل على نفسه و يوقع بخطه فوقع الواثق بخط مضطرب إلى ابن الزيات بإطلاقهم و إطلاق كل من في الحبس من استئمار و لا مراجعة و تقدم إلى إيناخ أن يمضى بالتوقيع ، و لا يدعه يعمل شيئا أو يطلقهم و أن يحول بينه و بين الوصول اليه أو كتب رقعة أو اشتغال بشيء البتة إلا بعد إطلاقهم ، و أنه إن لقيه في الطريق أن ينزله عن دابته و يجلسه في الطريق حتى يفرغ من ذلك .فتوجه ايناخ فلقى ابن الزيات راكبا يريد الخليفة فقال له : تنزل عن دابتك و تجلس على غاشيتك فارتاع و ظن الحال به قد وقعت فنزل و جلس على غاشيته فأوصل اليه التوقيع فامتنع و قال إذا أطلقت هؤلاء فمن أين أنفق الاموال و أقيم الاتراك ؟ فقال : لابد من ذلك ، فقال اركب و استأذنه .فقال لا سبيل إلى ذلك قال : فدعنى أكاتبه قال و لا هذا فما برح من موضعه حتى وقع بإطلاق الناس فصار ايناخ إلينا و نحن في الجس إياس من الفرج و قد بلغنا التلف و بلغنا اشتداد علة الواثق و أرجف لابنه بالخلافة و كان صبيا فخفنا أن يتم ذلك فيجعل ابن الزيات الصبي شيخا ، و يتولى التدبير فيتلفنا و قد امتنعنا لفرط الغم من الاكل .فلما دخل ايناخ الحبس لم نشك إنه قد حضر لبلية فأطلقنا و عرفنا الصورة فدعونا الله عز و جل لا بن أبى دؤاد و للخليفة و انصرفنا إلى منازلنا لحظة ثم خرجنا فوقفنا لابى عبد الله بن أبى دؤاد على الطريق ننتظر عوده من دار الخلافة إلى داره فحين رأيناه ترجلنا له و دعونا له و شكرناه ، فأكبر ذلك عليه و منعنا من الترجل فلم نمتنع فوقف حتى ركبنا و سايرنا إلى منازلنا ، و أخذ يخبرنا بالخبر و نحن نشكره و هو يقتصر ما فعل و يقول : هذا أقل حقوقكم و كان الذي لقيه أنا ، و أحمد بن الخصيب و قال : ستعلمان ما أعمله مستأنفا و رجع ابن أبى دؤاد إلى دار الخلافة عشيا فقال له الواثق قد تبركت برأيك يا أبا عبد الله و وجدت خفا من العلة و نشطت للاكل فأكلت وزن خمسة دراهم من الخبز بصدر دجاج .فقال له أبو عبد الله ، يا أمير المؤمنين : تلك الايدى التي كانت تدعو عليك غدوة صارت تدعو لك عشية ، و يدعو لك بسببهم