فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و وجدته قد أخر رفع الحساب لسنة متقدمة لسنته التي هو فيها و لم ينفذه إلى الديوان فسألته أن يحط من الدخل و يزيد في النفقات و الارزاق و يكثر من البقايا في كل سنة مائة ألف دينار لآخذها لنفسي فامتنع من ذلك فأغلظت له و توعدته ، و نزلت معه إلى مائة ألف واحدة في السنتين و حلفت بإيمان مؤكدة أنى لا أقنع منه بأقل من هذا .فأقام على امتناعه و قال أنا لا أخون لنفسي فكيف أخون لغيري ، و أزيل ما قام به جاهى من العفاف فحبسته و قيدته فلم يجب ، و أقام مقيدا في الحبس شهورا و كتب عرق الموت يضرب على عند المتوكل و يحلف أن أموال مصر لا تفى بنفقتى و مؤنتى ، و يصف أحمد ابن خالد و يذكر ميل الرعية اليه و عفته فأنا ذات يوم على المائدة آكل إذ وردت إلى رقعة أحمد بن خالد يسألنى استدعاءه لمهم يلقيه إلى فلم أشك أنه قد ضاق بالحبس و القيد ، و قدم عزم على الاستجابة لمرادى فلما غسلت يدى دعوته فاستخلانى فأخليته فقال : أما آن لك يا سيدي أن ترق لي مما أنا فيه من ذنب إليك ، و لا جرم و لا قديم دخل ، و لا عداوة ؟ فقلت : أنت اخترت لنفسك هذا ، و قد سمعت يمينى و ليس منها مخرج .فاستجب لما أمرت به و اخرج فأخذ يستعطفنى و يخدمنى و يخدعنى فقال لي يا سيدي : فليس الآن عندك هذا ؟ فقلت : لا .فقال إذا كان ليس هذا فاقرأ يا سيدي و أخرج إلى كتابا لطيفا مختوما في ربع قرطاس ففضضته فإذا هو بخط المتوكل الذي أعرفه و هو إلى يأمرني فيه بالانصراف و تسليم ما أتولاه إلى أحمد بن خالد و الخروج اليه مما يلزمنى ، و رفع الحساب فورد على أقبح مورد لقرب عهد الرجل بشتمى له و إساءتي اليه فأمسكت مبهوتا .و لم ألبث أن دخل أمير البلد في أصحابه و غلمانه فوكل بداري و بجميع ما أملكه و بأصحابى و غلماني وجها بذى و كتابى و جعلت أزحف من صدر المحل حتى صرت بين يدى أحمد بن خالد ، و دعا أمير البلد بحداد فحل قيدة فوثب قائما و قال لي : يا أبا أيوب أنت قريب عهد بعمالة هذا البلد ، و لا منزل لك فيه و لا صديق و معك حرم و حاشية كثيرة و ليست تسعك إلا هذه الدار و كانت دار العمالة ، و أنا أجد عدة مواضع غيرها و ليس لي