فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
بأحاديث أخر على سبيل الفضول ، ثم زحف فدخل إلى جنب أصحاب أصحاب الستور فأخذ معهم في مثل ذلك و أخذوا معه في مثله ، ثم زحف فدخل إلى دار العامة فقلت لاصحاب : الستور من هذا ؟ فقالوا : رجل زمن فقير أبله طيب النفس يدخل الدار و يتطايب و يتصدق فيهب له الغلمان و المتصرفون فتبعته ، إلى أن دخل المطبخ فسأل عما أكل الوزير و من كان معه على المائدة و فى أى شيء أفاضوا و الطباخ و غلمانه و غلمان صاحب المائدة كل واحد يخبره بشيء ، ثم خرج يزحف حتى دخل حجرة الشراب فلم يزل يبحث عن كل شيء و يحدث ، ثم خرج إلى خزانة الكسوة فكانت حالته و صورته هذه .ثم جاء إلى مجلس الكتاب في الديوان فقصد و أقبل يسمع ما يجرى و يسأل الصبي بعد الصبي ، و الحدث بعد الحدث عن الشيء بعد الشيء ، و يستخبر الخبر في كل موضع من تلك المواضيع و يتتبعه ، و يخلط الجد بالمزاح و التطايب بكلامه ، و الاخبار تنجر اليه و تتساقط عليه ، و القطع تجيئه و هو يملا تلك المخلات فلما فرغ من هذا أقبل راجعا يريد الباب فلما بلغه قبضت عليه فأدخلته بيتا و أغلقت عليه و جلست على بابه ، فلما خلا الوزير أعلمته .فقال : أحضر لي الرجل .و فى رواية أخرى أنه لما بلغ الباب تبعته فرجع حتى جاء إلى موضع من الخلد فدخل اليه و وقفت انتظره فإذا هو بعد ساعة قد خجر بثياب حسان ماشيا بغير قلبة فتبعته حتى جاء إلى دار قرب دار الخادم الموكل بحفظ دار ابن طاهر فدخلها .فسألت عنها فقالوا : هذه دار فلان الهاشمي رجل متجمل فرصدته إلى وقت المغرب ، فجاء خادم من دار ابن طاهر فدق الباب فكلمه من خوخة له فصاح اليه و رمى اليه برقعة لطيفة فأخذها الخادم و انصرف .فجئت فطلبت من الوزير غلمانا فسلم إلى ما طلبت فبكرت من سحر إلى الدار التي في الخلد فإذا أنا بالرجل قد جاء بزيه الذي دخل به داره بقرب دار ابن طاهر فكبسته في الموضع ، فإذا هو قد نزع تلك الثياب و لبس ثياب المكدين التي رأيتها عليه أولا فحملته و غطيت وجهه