فرج بعد الشدة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فرج بعد الشدة - جلد 1

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و أفقده لذيذ ذلك الخفض ، فانتقضت عادته ، و غلظت محنته ، و قتل أحد ابنيه الآخر ، و كانا أول أولاده .


فلما طال حزنه و بكاؤه ، و اتصل استغفاره و دعاؤه ، رحم الله تذلله و خشوعه ، و استكانته و دموعه ، فتاب عليه و هداه و كشف ما به و نجاه فكان آدم صلى الله عليه و سلم أول من دعا فأجيب ، و امتحن فأثيب ، و خرج من ضيق و كرب ، إلى سعة و رحب ، و سكن همومه ، و نسى غمومه ، و أيقن بتجديد الله تعالى له النعم ، و إزالته عنه النقم ، و انه تعالى إذا استرحم رحم ، فأبدله الله تعالى هذا بتلك الشدائد ، و عوضه بدل الابن المفقود و الا بن العاق الموجود نبى الله شيثا عليه السلام و هو أول أولاده البررة بالوالدين ، و والد النبيين و الصالحين ، و أبو الملوك الجبارين و جعل ذريته هم الباقين و خصهم من النعم بما لا يحيط به وصف الواصفين و قد جاء في القرآن من الشرح لهذه الجملة و البيان ، ما لا يحتمل ذكره هذا المكان ، و قد روى فيه من الاخبار ، ما لا وجه للاطالة به و الاكثار .


ثم نوح عليه السلام فانه امتحن بخلاف قومه عليه ، و عصيان ابنه له ، و الطوفان العام ، و ركوب السفينة و هي تجري بهم في موج كالجبال ، و اعتصام ابنه بالجبل و تأخره عن الركوب معه .


فقاسى نوح بذلك الشدائد ، فأعقبه الله تعالى الخلاص من تلك الاهوال بالتمكين له في الارض ، و بغيض الطوفان و جعله شبه آدم عليه الصلاة و السلام ، لانه أنشأ منه ثانيا جميع البشر كما أنشأهم أولا من آدم فلا ولد لآدم إلا من نوح عليه الصلاة و السلام ، قال الله تعالى : ( و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ، و نجيناه و أهله من الكرب العظيم و جعلنا ذريته هم الباقين ، و تركنا عليه في الآخرين ( 1 ) .


( و نوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له و نجيناه و أهله من الكرب العظيم ( 2 ) ثم إبراهيم صلى الله عليه و سلم ، و ما وقع له من كسر الاصنام ، و ما لحقه من قومه من محاولة إحراقه ، فجعل الله النار عليه بردا و سلاما .



1 - الصافات 75 - 78 ( 2 ) الانبياء 76


/ 194