فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و قد قامت قيامتنا و الله .فانصرف الخادم و انصرفت وعدت من غد وقت المغرب و جاء الخادم فقالت الجارية : ما جاء اليوم أبدا و قد و الله اشتد همنا و أشفقنا أن يكون قد حدثت عليه حادثة لا نعرفها .فانصرف الخادم و انصرفت وعدت من غد و عاد الغلام فقالوا له : يا هذا قد و الله يئسنا منه و لا شك في أنه هلك و المآتم قد أقيمت عليه في منزل أمه و عمومته فانصرف الخادم وجئت إلى القاسم بالخبر .فلما كان من الغد ركب القاسم إلى المعتضد فحين رآه استدعاه و ساره و قال : إبراهيم الهاشمي المتزامن بحياتي أطلقه و أحسن اليه و أنت آمن بعدها من أن أنصب عليك صاحب خبر ، و و الله لئن أحدثت به حادثة لا عرفت في دمه أحدا غيرك .فقبل الارض و انصرف فعاد إلى داره و حمد الله تعالى إذ لم يعجل بقتله و أخبرنا الخبر و أحضر الهاشمي و خلع عليه و وصله بمال له قدر و صرفه و انقطعت أخباره عن المعتضد حدثنا أبو الحسن أحمد ابن يوسف بن يعقوب بن اسحق ابن البهلول التنوخى بالاسناد عن أبى القاسم عبيد الله بن سليمان و هو وزير في يوم من أيام جلوسه للمظالم إذ وقعت في يده رقعة فقرأها و توقف ساعة كالمفكر ثم قال : أين عمر بن محمد بن عبد الملك ؟ فأدخل عليه .فقال : أنت عمر ؟ قال : نعم أعز الله الوزير أنا عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات .قال فتوقف أيضا ساعة ثم قام إلى خلوة له و لم يطل و عاد إلى موضعه فوقع لعمر بن محمد بجائزة و لم يزل كالمفكر إلى أن تفرق الناس و خلا المجلس ممن يحتشم فقال لنا : وقفتم على خبر هذا الرجل ؟ قلنا قد وقفنا على ما كان من الوزير أعزة الله في أمره و لم نقف على السبب .فقال : أحدثكم بحديثه فإنه طريف ، حدثني أبى أبو أيوب رحمه الله تعالى قال : كنت في يدى محمد ابن عبد الملك الزيات يطالبنى و أنا منكوب .و كان : يحضرني كل يوم بغير سبب و لا مطالبة و أنا في قيودي و على جبة صوف ، و كان أخى الحسن يكتب بين يديه و لم يكن يتهيأ له في أمري شيء إلا أنه كان إذا رآنى استقبلني ، فإذا رجعت إلى موضعى شيعنى إذ أقبل في يوم خادم لمحمد و معه ولد صغير فوثب كل من في المجلس إلى الصبي يقبلونه و يدعون له سواي فكنت مشغولا