فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
بنفسي فلم أ تحرك فأخذه محمد و ضمه اليه و قال يا سليمان : لم لا تفعل بهذا الصبي كما فعله أهل المجلس ؟ قلت : اشتغلنى عن ذلك ما أنا فيه .قال : لا و لكنك لم تطق ذلك عداوة لابيه و له و كأني بك و قد ذكرت عبيد الله فأملت فيه الآمال و الله لا رأيت فيه شيئا تؤمله ، و أشرف بعد ذلك في الاستماع فعلمت أنه قد بغى و وثقت من الله عز و جل بجميل عادته و أنه سيبلغنى ما آمله فيه عنادا لبغيه .قال : و لم يمض إلا مدة يسيرة حتى سخط المتوكل على محمد بن عبد الملك و قلدني مناظرته و إحصاء متاعه فوافيت داره فرأيت ذلك الخادم بعينه و معه الصبي يبكى .فقلت ما خبر هذا الصبي ؟ فقال : قد منع من كل ماله و أدخل في الاحصاء فقلت : لا بأس عليه ، فدخلت فسلمت اليه كل ما كان له ثم قال لي : فينبغي يا بني إن تهيأت لك حال و رأيت الصبي و هو عمر بن محمد أن تحسن اليه و تقابل نعمة الله تعالى فيه بما يجب لها ، فلما رأيته في هذا الوقت تذكرت ما قاله أبو أيوب رحمه الله تعالى فامتثلت فيه ما أشار به و أنا أ تقدم بعد الذي فعلته به إلى أبى الحسين بتصريفه ، و كانت لعمر خرجة قويت بها حاله عند أبى الحسين إلى أن استخلفه في دار أبى النجم مدبرا بين يديه ، و قد ذكر محمد بن عبدوس في كتابه " كتاب الوزراء " أنه وجد بخط ميمون ابن هارون عن أبى محمد داود بن الجراح و قد وقع إلى من وجه آخر على خلاف ذلك بإسناده عن جماعة قالوا كلهم : حضرنا مجلس عبيد الله بن سليمان في أول وزارته للمعتضد و قد حضر رجل رث الهيئة بثياب غلاظ فعرض عليه رقعة ، و كان جالسا للمظالم فقرأها قراءة متثاقل لها متفكر فتعجب ثم قال : نعم و كرامة ثلاث مرات أفعل ما قال أبى لا ما قال أبوك ، و كرره ذا القول أيضا ثلاث مرات ثم قال له : عد إلى وقت العصر لانظر في أمرك .ثم قال لنا : إذا خلوت فذكروني بحديث هذا لاخبركم منه بعجب عجيب و عمل بقية المجلس ثم قام و استراح و دعا بالطعام فلما أكلنا أكثر الاكل قال لنا : ما أراكم ذكرتمونى بحديث صاحب الرقعة ؟ فقلنا أنسينا .فقال : حدثني أبى قال : كنت في زمن محمد بن عبد الملك في أيام الواثق لما صادرنى عن كتابة ايناخ