فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أبى قبيصة : ففكرت و قلت أنا مقتول و لا آمن أن يرد كتاب آخر في هذا المعنى و يتفق حضور من يقرأه غيري فينفذ الامر في سبيلي أن أحتال عليه بحيلة فإن تمت سلمت ، و ان لم تتم فليس يلحقنى أكثر من القتل الذي أنا حاصل فيه ، فتأملت القلعة فإذا فيها موضع يمكن أن أطرح نفسى منه إلى أسفل إلا أن بينه و بين الارض أكثر من ثلاثة آلاف ذراع ، و فيه صخر لا يجوز أن يسلم معه من يقع عليه قال : فلم أجسر ثم ولد لي الفكر أنى تأملت الثلج قد سقط عدة ليال قطعا فغطى تلك الصخور فصار فوقها أمر عظيم يجوز ان سقطت عليه و فى أجلى تأخير أن ينكسر بعض بدني و أسلم قال : و كنت مقيدا فقمت لما نام الناس فطرحت نفسى من الموضع قائما على رجلي فحينما حصلت في الهواء ندمت و أقبلت أستغر الله ، و أتشهد و غمضت عيني حتى لا أرى كيف أموت و جمعت رجلي بعض الجمع ، لانى كنت سمعت قديما أن من اتفق عليه أن يسقط قائما من مكان عال إذا جمع رجليه ، ثم أرسلها إذا بقي بينه و بين الارض قدر ذراع أو أكثر قليلا أن يسلم و ينكسر حد السقطة و يصير كأنه بمنزلة من سقط من ذراعين .قال : ففعلت ذلك فلما سقطت إلى الارض ذهب عني أمري و زال عقلي ثم آب إلى فلم أجد ما كان ينبغى أن يلحقنى من ألم السقوط من ذلك الموضع فأقبلت أجس أعضائى شيئا فشيئا فأجدها سالمة و قمت و قعدت و حركت يدى و رجلي فوجدت ذلك كله سالما ، فحمدت الله تعالى على تلك الحال ، و أخذت صخرة و كان الحديد الذي قد صار في رجلي كالزجاج لشدة البرد .قال : فضربته ضربا شديدا فانكسر فطن حتى ظننت أنه سيسمعه من في القلعة لعظمه فينتبهون إلى فسلم الله عز و جل من هذا أيضا ، و قطعت تكتى و شددت ببعضها القيد على ساقي و قمت أمشي في الثلج فمشيت طويلا ثم خفت أن يروا آثارى من غد في الثلج على المحجة فيتبعوني فلا أفوتهم فعدلت عن المحجة إلى نهر يقال له الخابور ، فلما وصلت اليه و صرت على شاطئه نزلت في الماء إلى ركبتي و أقبلت أمشي كذلك فرسخا حتى انقطع أثرى ، ثم خرجت لما كادت أطرافى